التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3647 3860 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي- صلى الله عليه وسلم- إداوة; لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، فقال: "من هذا؟". فقال: أنا أبو هريرة. فقال: " ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة". فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين-ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما". [انظر: 155- فتح: 7 \ 171]


ذكر فيه حديث معن بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت مسروقا:

من آذن النبي- صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك - يعني: عبد الله- أنه آذنت بهم شجرة.

وحديث (أبي هريرة) أنه كان يحمل مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إداوة.

الحديث سلف في الطهارة.

[ ص: 489 ] وزاد هنا: (حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وقد حسن نصيبين-ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاما". قال ابن عباس: في الآية إنما أوحي إليه قول الجن. والنفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: من ثلاثة إلى عشرة. ومعن هذا هو ابن ابن مسعود، وكذلك عن أبيه- يعني: عبد الرحمن- قال: حدثني أبوك -يعني عبد الله بن مسعود، و(آذن): بالمد أي: أعلمه، ومعنى "ابغني أحجارا" في حديث (أبي هريرة) : اطلب لي، وهو موصول ثلاثي يقال: بغيتك الشيء: طلبته لك، وأبغيتكه-هو رباعي-: أعينك على طلبه، والأول المراد بالحديث. وفيه: الدعاء لهم.

والوفد: القوم يقدمون، وقوله: "إلا وجدوا عليها طعاما" أي: حقيقة، وقد جاء: "تجدونها أوفر ما كان لحما سمينا".

وقال ابن التين: يحتمل أن يجعل الله ذلك عليها، ويحتمل أن يذيقهم منها طعاما، ويقل ذلك ويكثر، وفي مسلم أن البعر زاد دوابهم، وقال: في الروثة "هذا ركس"، وسلف في الطهارة.

[ ص: 490 ] فائدة:

أسلفنا في باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم قريبا أنهم كانوا تسعة فيما ذكره الزجاج، وقيل: سبعة، وكانوا من نصيبين كما في الحديث. وقيل: من اليمن، وكانوا يهود، وقيل: مشركين، وفي "تفسير ابن عباس" أسماؤهم: سليط، شاصر، وحاصر، وحيفا، ولما، ولحقم، والأرقم، والأدرس، وسلف هناك غير ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية