التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3722 50 - باب: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه

وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة وقال أبو جحيفة: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء.

3937 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق، فربح شيئا من أقط وسمن، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مهيم يا عبد الرحمن" قال: يا رسول الله، تزوجت امرأة من الأنصار، قال: فما سقت فيها" فقال: وزن نواة من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أولم ولو بشاة . [ انظر: 2049- مسلم: 1427- فتح: 7 \ 270].


هذا قد أسنده فيما مضى، وفي الباب بعد من حديث سفيان عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: قدم عبد الرحمن، فذكر الحديث، وسلف أيضا قريبا في الإخاء.

ثم قال: وقال أبو جحيفة: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء.

. وهذا قد أسنده في الصوم من حديث أبي العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه به. [ ص: 575 ]

و(أبو جحيفة) اسمه وهب بن عبد الله بن مسلمة بن جنادة بن جندب بن حجر بن زياد بن زباب- بفتح الزاي وباء موحدة- ابن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة وابن عمه جابر بن سمرة بن جنادة له ولأبيه صحبة.

وأبو الدرداء اسمه عويمر بن زيد بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامرة أخي عامر ابني عدي أخي ثعلبة ابني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.

وسعد بن الربيع أحد النقباء هو ابن عمرو بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي عقبي بدري، نقيب بني الحارث بن الخزرج هو وعبد الله بن رواحة، استشهد يوم أحد، ووقع في كتاب ابن التين أنه قتل شهيدا يوم بدر. وفي "طبقات ابن سعد": آخى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وكانوا خمسة وأربعين من المهاجرين، وخمسة وأربعين من الأنصار، ويقال: كانوا مائة، خمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار، وذلك قبل بدر في دار أنس رضي الله عنه فلما كان في وقعة بدر وأنزل الله تعالى وأولو الأرحام الآية [الأنفال: 75 ]، فنسخت ما كان قبلها، وانقطع الميراث بالمؤاخاة وفي كتاب "شرف المصطفى" آخى بينهم في المسجد.

ولابن عبد البر: كان بعد توجهه المدينة بخمسة أشهر، وكانت المؤاخاة مرتين الأولى بمكة قبل الهجرة، والثانية هذه. [ ص: 576 ]

فائدة:



في حديث أنس رضي الله عنه: (وضر من صفرة) أي: أثر لطخ من خلوق

أو طيب، له لون وله من ملاطخة ثياب العروس أول فعلها عند البناء، وهو كالحديث الآخر كانوا يرخصون في ذلك للشاب أيام عرسه، وقد سلف وفيه أن الوليمة بعد البناء. [ ص: 577 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية