التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3817 4043 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء - رضي الله عنه - قال لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشا من الرماة، وأمر عليهم عبد الله وقال: " لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا". فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عهد إلي

[ ص: 141 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صرف وجوههم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: "لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعل هبل. فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم - "أجيبوه". قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا الله أعلى وأجل". قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم. فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم - "أجيبوه". قالوا: ما نقول؟ قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم". قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.
[انظر: 3039 - فتح: 7 \ 349]

التالي السابق


الخدمات العلمية