التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4101 [ ص: 532 ] 64 - باب: ذهاب جرير إلى اليمن.

4359 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة العبسي، حدثنا ابن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير قال: كنت بالبحر فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث. وأقبلا معي، حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله. ورجعا إلى اليمن فأخبرت أبا بكر بحديثهم قال: أفلا جئت بهم. فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير، إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا، إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك. [فتح: 8 \ 76]


ذكر فيه حديث قيس، عن جرير قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث. وأقبلا معي، حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود إن شاء الله. ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم قال: أفلا جئت بهم. فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير، إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا، إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانت ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك.

[ ص: 533 ] ما ذكر له ما يكون إلا عن كتاب أو كهانة، والذي قاله ذو عمرو لا يكون إلا عن كتاب من كتب الله المتقدمة، وكان بعثه هذا في سنة إحدى عشرة، بعثه - عليه السلام - إلى ذي الكلاع يدعوه إلى الإسلام، فأسلم.

ومعنى: (تأمرتم): تشاورتم. وذكر ابن عبد البر أن ذا عمرو وذا الكلاع أقبلا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمين، ومعهما جرير بن عبد الله أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهما في قتل الأسود العنسي وهو صحيح. وقيل: بل كان جرير معهما مسلما وافدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الرسول إليهم جابر بن عبد الله في قتل الأسود فقدموا وافدين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما كانوا ببعض الطريق. قال ذو عمرو لجرير .. الحديث.

وذو الكلاع: اسمه اسميفع، وقيل: (سميفع) بغير همز، وقيل: أفع وهو حميري. يكنى: أبا شرحبيل، وقيل: أبو شراحيل.

ذكر ابن عبد البر أنه أعتق عشرة آلاف بيت .

وقال ابن دريد في "المنثور": كان ذو الكلاع ادعى الربوبية في الجاهلية، وإن إسلامه كان أيام عمر; لأنه - عليه السلام - كتب له مع جرير، وجرير إنما قدم بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

التالي السابق


الخدمات العلمية