التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4117 4377 - وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غلاما أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب. [فتح: 8 \ 90]


ذكر فيه أحاديث:

أحدها:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصته، وقد سلف مختصرا في الصلاة، والإشخاص .

[ ص: 549 ] وفيه: بعث السرايا واغتسال المشرك، وقد سلف حكمه، وقال ابن القاسم: إذا اغتسل قبل الإسلام، وكان قد أجمع على الإسلام; فإنه يجزئه . يريد أنه وقع في قلبه المعرفة بالله وبرسالة رسوله.

ومعنى صبوت: خرجت من دين إلى دين آخر.

وقوله: (إن تقتل تقتل ذا دم، ادعى الداودي أن المراد: ذمة وعهد ووفاء. قال: وفيه: أن ثلاثة أيام بلاغ في العذر. وفيه: الأمر بإطلاق الأسير قبل إسلامه بغير فداء ولا شرط.

الحديث الثاني:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قصة مسيلمة، وقد سلف سندا ومتنا في باب: علامات النبوة .

وقوله: ("هذا ثابت يجيبك عني") أي: إن كان عندك كلام تتكلم به جاوبك فيه عما تريده، وأسلفنا هناك أن مسيلمة بكسر اللام، وهو أبو هارون بن ثمامة أو يمامة، وكناه الأخطل المتنبئ أبا أمامة بن كثير الحقير، ادعى النبوة وعمر، وكان كاهنا أصيفر، أخينس وأتى بترهات وأباطيل، أحل ما لا يحل، أنزه شرحي هذا وسماع أذني عنه.

و (العنسي) بالنون كما سلف، واسمه الأسود -كما ذكره البخاري بعد- ابن كعب، ولقبه: عبهلة، أي: أمره لا يرد، وذو الخمار أيضا، إما لأنه اسم شيطانه، أو لأنه كان يخمر وجهه.

وعنس هو زيد بن مالك، وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ. خرج العنسي بصنعاء، وعليها

[ ص: 550 ] المهاجر بن أبي أمية، وكان أول ما ضل به عدو الله أن مر بحمار فعثر لوجهه، فادعى أنه سجد له، ولم يقم الحمار حتى قال عدو الله: شأ فقام، وقتل بغمدان، حمل رأسه وسلبه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن إسحاق: ومنهم من يقول: كان ذلك في خلافة أبي بكر والله أعلم.

وقد أوضح الواقدي حاله في كتاب "الردة" ومن ترهاته: والمايسات ميسا والداوسات دوسا. وكان لا يغتسل ولا يصلي ويتعاطى المنكر، وقتل عليها.

الحديث الثالث:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض، فوضع في كفي سواران من ذهب .. " الحديث، سلف معناه فيما مضى

الحديث الرابع:

حدثنا الصلت بن محمد، سمعت مهدي بن ميمون سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه، ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنة. فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب.

[ ص: 551 ] وسمعت أبا رجاء العطاردي يقول: كنت يوم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غلاما أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذاب.

أبو رجاء هذا اسمه عمران بن ملحان، أسلم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره، وروى عن عمر وعلي وعدة، وكان عالما عاملا معمرا، نبيلا من القراء، مات سنة سبع أو ثمان ومائة.

والجثوة بضم الجيم: القطعة من التراب، وجمعها: جثا.

معنى: (منصل الأسنة) بالنون: نازعها، يقال: أنصلت الرمح: نزعت نصله، ونصلته: جعلت له نصلا. ونصل السهم: خرج، فهو من الأضداد، وكانوا لا يقاتلون في الأشهر الحرم; تعظيما لها.

التالي السابق


الخدمات العلمية