التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4152 4414 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، أن أبا أيوب أخبره أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا. [انظر: 1674- مسلم: 1287 - فتح: 8 \ 110]


كانت سنة عشر، سميت بذلك; لأنه ودعهم فيها، وتسمى حجة البلاغ; لقوله: "هل بلغت" وحجة الإسلام; إذ لا مشرك فيها.

وعاش بعدها بقية ذي الحجة ثم المحرم وصفر واثني عشر يوما من ربيع الأول، وتوفي عند ارتفاع نهاره يوم الاثنين.

وذكر فيه أحاديث:

أحدها:

حديث عائشة رضي الله عنها: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، فأهللنا بعمرة .. الحديث، وقد سلف في الحج في باب: طواف القارن .

ثانيها:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا طاف بالبيت فليحلل. فقلت: من أين (قال) هذا ابن عباس؟ قال: من قول الله تعالى:

[ ص: 576 ] ثم محلها إلى البيت العتيق [الحج: 33] ومن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يحلوا في حجة الوداع. قلت: إنما كان ذلك بعد المعرف. فقال: كان ابن عباس يراه قبل وبعد.

قال الداودي: إن أراد من دخل بعمرة فهو إجماع، وإن أراد من حج فإما كان في ذلك العام حاجا إن ثبت ما روي في ذلك. والذي في البخاري أنه أراد الحج عملا بقوله: (بعد المعرف). أي: بعد الوقوف بعرفة، يقال: عرف الناس إذا شهدوا عرفة.

والأصل في محلها الفتح; لأنه من حل يحل، إلا أن المعنى: حيث يحل أمره ونحره، وسمي البيت: عتيقا; لقدمه أو لأن الله أعتقه من الجبابرة فلم يغلب عليه جبار قط.

الحديث الثالث:

حديث أبي موسى - رضي الله عنه - في قدومه بإهلال كإهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. سلف في الحج.

الرابع:

حديث حفصة رضي الله عنها: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحللن عام حجة الوداع.

الخامس:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الخثعمية، سلفا أيضا هناك.

السادس:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان حتى أناخ عند البيت، وفيه دخوله فيه والصلاة، وقد سلف في الحج حديث ابن عمر

[ ص: 577 ] رضي الله عنهما عن بلال في صلاته في الكعبة وقول البخاري: (حدثني محمد، حدثنا سريج بن النعمان) -هو بالسين المهملة- الجوهري من أفراده.

و (القصواء): بفتح القاف والمد، وهي: المقطوع طرف أذنها، ولم تكن قصواء وإنما هو علم عليها.

وقوله: (ثم أغلقوا عليهم الباب). كذا في الأصول، وفي بعضها: غلقوا بتشديد اللام.

وقوله: (وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة سطرين، صلى بعد العمودين من السطر المقدم) إلى آخره. هو بالسين المهملة من سطرين للجماعة، وللأصيلي بالمعجمة وهو تصحيف كما قاله عياض .

وقوله: (وعند المكان الذي صلى فيه مرمرة حمراء) أي: حجارة، وجمع مرمرة: مرمر، وهو حجر معروف، قال الكسائي: المرمر: الرخام حكاه القاضي .

الحديث السابع:

حديث عائشة رضي الله عنها في حيض صفية رضي الله عنها، وقد سلف في الحج .

الثامن:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نتحدث عن حجة الوداع والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، فذكر الحديث، وفي آخره: "لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض". سلف بعضه في الحج.

[ ص: 578 ] التاسع:

حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - وأنه - عليه السلام - غزا تسع عشرة غزوة، وأنه حج بعد ما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها: حجة الوداع. قال أبو إسحاق: وبمكة أخرى. سلف بعضه أول المغازي.

العاشر:

حديث جرير - رضي الله عنه -: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع: "استنصت الناس". فقال؟ "لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض".

الحادي عشر:

(حديث أبي بكر) - رضي الله عنه -: "إن الزمان قد استدار .. " إلى آخره، سلف في الحج بنحوه .

ومعنى الاستدارة: أن الأشهر الحرم لا تبدل، فينتقل إلى غيرها كما كان أهل الجاهلية يفعلون، إذا أرادوا تحليل المحرم أخروه إلى صفر، وقيل: كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر; لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر لا يغزون فيها، ويؤخرون أيضا رجبا، فيبدلونه بشعبان; ولذلك خصه بقوله: "رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" وإنما أضيف إليه مضر; أنها كانت تحافظ عليه وتعظمه، وقيل: لأن ربيعة كانت تجعل رمضان رجبا وترى أن رمضان هو الشهر الرابع من الحرم، وقيل: كانوا يؤخرون أيضا صفر إلى ربيع الذي بعده إلى ما يليه يعني: يعود التحريم إلى المحرم، وقيل: إنما كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر

[ ص: 579 ] فقط، ثم يعودون فيحرمون المحرم، ومنه قوله تعالى: إنما النسيء زيادة في الكفر الآية [التوبة:37].

ومعنى ليواطئوا عدة ما حرم الله : ليكملوا عدد الأربعة الأشهر، يحرمون ذا القعدة وذا الحجة وصفرا ورجبا فيواطئوا العدة، والمواطأة: الموافقة، وقد سلف أنهم جعلوا عامين في ذي القعدة وعامين في ذي الحجة، فاستدار الزمان إلى أن رجع الحج إلى وقتها الأول، والأشهر الحرم إلى ما كانت عليه.

وقوله: ("منها أربعة حرم، ثلاث متواليات") قال ابن التين: صوابه ثلاثة: متوالية ولعله أعاد على المعنى: ثلاث مدد متواليات، فكأنه عبر عن الشهر بالمدد، قال: والأشهر فتح (قاف) ذي القعدة وحاء ذي الحجة وعدهما من سنتين، وقيل: من سنة . وقوله تعالى: فلا تظلموا فيهن أنفسكم أكثر المفسرين على أن الضمير عائد على الأربعة الحرم لا على الاثني عشر.

[ ص: 580 ] الحديث الثاني عشر:

حديث طارق بن شهاب، أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. فقال عمر - رضي الله عنه -: أية آية؟ فقالوا: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي [المائدة: 3]. فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت، أنزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقف بعرفة.

يأتي إن شاء الله تعالى في التفسير في المائدة .

الحديث الثالث عشر:

حديث عائشة رضي الله عنها: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنا من أهل بعمرة .. الحديث سلف في الحج .

الحديث الرابع عشر:

حديث عامر بن سعد، عن أبيه: عادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع .. الحديث سلف في الجنائز وقد أوصله البخاري فيها والوصايا .

وفيه: وجوب نفقة الزوجات وقد أدخله البخاري فيها.

وقوله: (رثى له أن مات بمكة) هو من قول الزهري، كما نص عليه الحديث.

الحديث الخامس عشر:

حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أنه - صلى الله عليه وسلم - حلق رأسه في حجة الوداع.

[ ص: 581 ] سلف في بابه، ومالك يرى على من لبد أن يحلق للاتباع . وفي لفظ: وأناس من أصحابه وقصر بعضهم.

الحديث السادس عشر:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنه أقبل يسير على حمار، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم في حجة الوداع يصلي بالناس، فسار الحمار بين يدي بعض الصف، ثم نزل عنه فصف مع الناس، سلف في الصلاة .

الحديث السابع عشر:

حديث هشام قال: حدثني أبي قال: سئل أسامة -وأنا شاهد- عن سير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته، فقال: العنق، فإذا وجد فجوة نص، سلف في الحج.

الحديث الثامن عشر:

حديث أبي أيوب - رضي الله عنه -: أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع المغرب والعشاء جميعا، سلف فيه أيضا وذلك بالمزدلفة كما ذكره هناك

التالي السابق


الخدمات العلمية