التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4158 4420 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحاب الحجر: " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم مثل ما أصابهم". [انظر: 433- مسلم:2980 - فتح: 8 \ 125]


ذكر فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما: لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين". ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.

ثم ذكره بلفظ آخر أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحاب الحجر: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، أن يصيبكم ما أصابهم".

هذا الحديث سلف في الصلاة في باب: الصلاة في مواضع الخسف وأن معنى قوله: "أن يصيبكم" أي: خشية أن يصيبكم، وقيل: لئلا يصيبكم، وإن أخذ على البخاري في قوله: نزوله وإنما مر به مسرعا، ومعنى (يقنع رأسه): ستره، وأرض ثمود بين الحجاز والشام، وقد أسلفنا هناك أن ذلك كان في طريقه إلى تبوك، وكذلك ذكره البخاري هنا، وكره مالك في "المدونة" الطلب في قبور الجاهلية

[ ص: 601 ] وبيوتهم، وعلل لأجل الحديث; لأنه لا ينبغي أن يدخل عليهم إلا للاعتبار والبكاء لا لطلب الدنيا، وقيل: خيفة مصادمة قبر نبي أو صالح .

التالي السابق


الخدمات العلمية