التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4211 [ ص: 37 ] 7 - باب: قوله: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106]

4481 - حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال عمر - رضي الله عنه: أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي؛ وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106]. [5005 - فتح: 8 \ 167]


ذكر فيه عن حبيب -هو ابن أبي ثابت- عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر : أقرؤنا أبي، وأقضانا علي، وإنا لندع من قول أبي؛ وذاك أن أبيا يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها [البقرة: 106].

كذا وقع هنا، والمعروف عن عمر أنه كان يقرؤها (أو ننساها) وكذا ذكره بعد في فضائل القرآن بالإسناد المذكور، رواه هناك صدقة بن الفضل، عن يحيى، عن سفيان . وهنا عن عمرو بن علي، عن يحيى به. ويأتي في فضائل القرآن أيضا

وحبيب هذا كان مدلسا فيما ذكره ابن حبان ، مات سنة تسع عشرة ومائة.

ومعنى ( ننسخ من آية ): نغير حكمها. ومعنى ( ننسها ): نؤخر، قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون مع الهمز، والباقون بفتحها

[ ص: 38 ] وكسر السين من غير همز، وقرأ سعد بن أبي وقاص (تنسها) يعني: الخطاب.

نأت بخير منها أرفق وأخف وأنفع مثلها في الخفة والثواب، كنسخ بيت المقدس بالكعبة.

وقول أبي: (لا أدع شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم) إنما ذلك أن يسمع شيئا ثم يسمع غيره، ثم يقرأ تلك السورة فلا يذكر فيها ما سمع ويواظب على ذلك ويقول: إن الآية قد نسخت، فنطق أبي بما سمع ويأخذ هؤلاء بالنسخ، ولعله لا يخبره بالنسخ لا واحد ولا غيره ممن أنكر النسخ، وقالوا: إنه بلاء، وقد يحدث على الإنسان فن من فنون العلم يفوق به أصحابه، أو يرزق بخير ذلك الفن من التعرف ما لا يرزقه غيره وإن شاركه في ذلك غيره.

فائدة:

جعل هذا الحديث جماعة من مسند أبي: [أبو] مسعود والحميدي وابن عساكر ، وخالف غيرهم فجعله من مسند عمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية