التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4216 [ ص: 47 ] 12 - باب: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم الآية [البقرة: 142]

4486 - حدثنا أبو نعيم، سمع زهيرا، عن أبي إسحاق، عن البراء - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا -أو سبعة عشر شهرا- وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وإنه صلى -أو صلاها- صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه، فمر على أهل المسجد وهم راكعون قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة. فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم [انظر: 40 - مسلم: 525 - فتح: 8 \ 171]


ذكر فيه حديث البراء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا. الحديث.

سلف في الإيمان في باب: الصلاة من الإيمان، وسلف مختصرا أيضا في باب: التوجه نحو القبلة، وكان تحويل القبلة قبل بدر، ولم يقتل أحد قبل بدر إنما مات قبل التحويل البراء بن معرور في صفر، قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وأبو أمامة أسعد بن زرارة مات ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبنى بعد الهجرة بستة أشهر، نبه عليه الدمياطي بخطه قبالة قوله: وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا، والمراد بالناس في الآية اليهود، وعند الطبري أهل الكتاب، وقيل: المنافقون.

[ ص: 48 ] والسفهاء: جمع سفيه، والسفيه: الخفيف العقل، من قولهم: ثوب سفيه إذا كان خفيف النسج، وقال المؤرج: السفيه: البهات الكذاب المتعمد خلاف ما يعلم، وقال قطرب: هو الجهول الظلوم، وقال المفسرون: ومعنى سيقول ، قال: جعل المستقبل موضع الماضي دلالة على استدامة ذلك وأنهم مستمرون عليه، ومعنى ولاهم : يوليهم و مستقيم : بين واضح أي: حيث أمر أن يصلي فهو طريق مستقيم، وأسلفنا هناك أن القبلة حولت في العصر، وقيل: الظهر، وقيل: في الصبح، ذكره الداودي وهو غريب، نعم بلغ أهل قباء وهم في الصبح.

التالي السابق


الخدمات العلمية