التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4221 [ ص: 54 ] 17 - باب: قوله: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الآية. [البقرة: 146]

4491 - حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشأم فاستداروا إلى الكعبة. [انظر: 403 - مسلم: 526 - فتح: 8 \ 174]


ذكر فيه حديث ابن عمر أيضا.

قال قتادة والضحاك : أي: يعرفون أن القبلة هي الكعبة، أي: قبلة الأنبياء كمعرفتهم أبناءهم.

وقال الواحدي : نزلت في مؤمني أهل الكتاب؛ عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفته في كتابهم كما يعرف ولده إذا رآه، قال ابن سلام: لأنا كنت أشد معرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني بابني، فقال له عمر : وكيف ذاك؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا وأنا لا أشهد بذلك لابني؛ لأنني لا أدري ما أحدثت النساء، فقال له عمر : وفقك الله.

وقال الزمخشري : أي: يعرفون الرسول بخلته فلا يشتبه عليهم كما لا يشتبه أبناؤهم عليهم، وأضمر الرسول ولم يتقدم ذكره؛ لأن الكلام نزل عليه، وفي هذا الإضمار تفخيم وأنه لشهرته معلوم بغير إعلام، وقيل: الضمير للعلم أو القرآن أو لتحويل القبلة.

[ ص: 55 ] وقوله: ( كما يعرفون أبناءهم ) ويشهد للأول، وخص الأبناء؛ لأنهم أعرف وأشهر لصحبة الآباء.

وفي "تفسير مقاتل " قال حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وابن صوريا وكنانة ووهب بن يهوذا وأبو رافع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: لم تطوفون بالكعبة، حجارة مثبتة؟ فقال - عليه السلام: "إنكم لتعلمون أن الطواف بالبيت حق وأنه هو القبلة مكتوب في التوراة والإنجيل" فنزلت.

وقوله: ( الممترين ) أي: الشاكين. حذر الله نبيه أن يأخذ بقلبه شيئا من قولهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية