التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4224 [ ص: 58 ] 20 - باب: قوله: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون الآية [البقرة: 150]

4494 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشأم، فاستداروا إلى القبلة. [انظر: 403 - مسلم: 526 - فتح: 8 \ 175].


ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما.

قال مجاهد : هم مشركو العرب، وقولهم: راجعت قبلتنا، وقد أجيبوا عن هذا بقوله: قل لله المشرق والمغرب .

وقيل: المعنى: لئلا يقولوا لكم قد أمرتم باستقبال الكعبة ولستم ترونها، فلما قال: وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره زال هذا، وقيل: هو يتعلق بما قبله، وزعم أبو عبيدة أن (إلا) هنا بمعنى الواو وهو خطأ عند حذاق النحاة، والقول أنه استثناء أبين، أي: لكن الذين ظلموا منهم، فإنهم يحجون.

قال الداودي : أمر الناس أن يستقبلوا المسجد الحرام، وصلى - عليه السلام - إلى الكعبة وهو داخل المسجد، فمن في مكة خارجه يستقبل المسجد، ومن كان خارجها فالحرم، وهو كله مسجد، وقال بعض الناس: إن من

[ ص: 59 ] بعد عن مكة يستقبل ما يحاذيها إلى جهة المشرق أو المغرب،
وكأنه يرى أن لو خط من البيت خطا إلى جهة المشرق أو خطا إلى جهة المغرب، ثم يستقبل كل من وراء الخط من أي الجهتين كان ذلك الخط، وهو معنى قول مالك ، وروي نحوه عن عمر ، وإليه ذهب النووي كما سلف في بابه، واحتج بقوله - عليه السلام: "لا يستقبل أحدكم القبلة بغائط أو بول، ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا" وقال: فدل أن الصلاة لا تكون إلى شرق أو غرب، قال: فصلاة أهل الجهات التي تقارب مكة من كل جهة تدل على خلاف هذا القول.

التالي السابق


الخدمات العلمية