التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4243 4515 - قال فما قولك في علي وعثمان؟ قال: أما عثمان فكأن الله عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه، وأما علي فابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه. وأشار بيده فقال: هذا بيته حيث ترون. [انظر: 3130 - فتح: 8 \ 184]


[ ص: 80 ] ذكر فيه حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس قد ضيعوا، وأنت ابن عمر وصاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي. فقالا: ألم يقل الله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة [البقرة: 193] فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله.

وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب : أخبرني فلان وحيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو المعافري أن بكير بن عبد الله حدثه، عن نافع : أن رجلا أتى ابن عمر . الحديث.

والمراد بالفتنة في الآية الشرك كما قاله ابن عباس وغيره، ويكون الدين لله أي: يخلص التوحيد لله، قاله ابن عباس أيضا، وعبارة قتادة وغيره: حتى يقولوا: لا إله إلا الله. وعبارة الحسن وزيد بن أسلم : حتى لا يعبد إلا الله، والظالم من أبى أن يقول: لا إله إلا الله، قاله قتادة وعكرمة . وعن الربيع: هم المشركون، وأضمر بعضهم في قوله: فإن انتهوا أي: انتهى بعضهم فلا عدوان إلا على الظالمين منهم، وأباه بعضهم، وهذا على وجه المجازاة لما كان من المشركين من الاعتداء، يقول: افعلوا بهم مثل (الذي) فعلوا بكم.

[ ص: 81 ] والرجلان اللذان أتياه هما من أهل العراق، وفلان المذكور هو عبد الله بن لهيعة المصري القاضي، فيما ذكره بعض الحفاظ، والرجل في قوله: (أن رجلا أتى ابن عمر ) وقال بعده: (قال: يا أبا عبد الرحمن ، ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: وإن طائفتان ذكر الحميدي أن البخاري سماه حكيما.

وقوله: (وأما علي فابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه، وأشار بيده وقال: هذا بيته حيث ترون).

فيه دلالة أن الزوج يسمى ختنا.

قال ابن فارس : الختن: أبو الزوجة.

وقال الأصمعي : إن الأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الزوج، وكذا قال ابن قتيبة : كل ما كان من قبل الزوج مثل: الأب والأخ فهم الأحماء، وكل من كان من قبل المرأة فهم الأختان، والصهر يجمع ذلك كله.

وقوله: (هذا بيته) يريد بين أبيات النبي - صلى الله عليه وسلم - يشير إلى قربه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية