التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4261 [ ص: 114 ] 44 - باب: قوله: فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون [البقرة: 239]

وقال ابن جبير: كرسيه [البقرة: 255] علمه، يقال: بسطة [البقرة: 247]: زيادة وفضلا أفرغ [البقرة: 250]: أنزل ولا يئوده : لا يثقله. آدني: أثقلني. والآد والأيد: القوة، السنة: نعاس. يتسنه : يتغير. فبهت [البقرة: 258]: ذهبت حجته. خاوية [البقرة: 259]: لا أنيس فيها. عروشها [البقرة: 259]: أبنيتها. (ننشرها) [البقرة: 266] نخرجها إعصار [البقرة: 266] ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار. وقال ابن عباس: صلدا [البقرة: 264]: ليس عليه شيء. وقال عكرمة: وابل [البقرة: 264، 265]: مطر شديد. الطل: الندى، وهذا مثل عمل المؤمن. يتسنه [البقرة: 259]: يتغير.

4535 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان إذا سئل عن صلاة الخوف قال: يتقدم الإمام وطائفة من الناس فيصلي بهم الإمام ركعة، وتكون طائفة منهم بينهم وبين العدو لم يصلوا، فإذا صلوا الذين معه ركعة استأخروا مكان الذين لم يصلوا ولا يسلمون، ويتقدم الذين لم يصلوا فيصلون معه ركعة، ثم ينصرف الإمام وقد صلى ركعتين، فيقوم كل واحد من الطائفتين فيصلون لأنفسهم ركعة بعد أن ينصرف الإمام، فيكون كل واحد من الطائفتين قد صلى ركعتين، فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا، قياما

[ ص: 115 ] على أقدامهم، أو ركبانا، مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها. قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-[انظر: 942 - مسلم: 839 - فتح: 8 \ 199]


فإن خفتم أي: فإن كان بكم خوف من عدو أو غيره فرجالا فصلوا راجلين، وهو جمع راجل كقائم وقيام، ورجل يقال: رجل. أي: راجل وقرئ (فرجالا) بتخفيف الراء (ورجالا) بالتشديد و(رجلا)، وعند أبي حنيفة : لا يصلون في حال المشي والمسايفة ما لم يمكن الوقوف. وعند الشافعي : يصلون في كل حال، والراكب يومئ ويسقط عنه التوجه إلى القبلة.

فإذا أمنتم زال خوفكم، فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون من صلاة الآمنين، أو إذا أمنتم فاشكروا الله على الأمن واذكروه بالعبادة كما أحسن إليكم بما علمكم من الشرائع وكيف تصلون أمنا وخوفا.

(ص): (وقال ابن جبير : كرسيه علمه). هذا أسنده عبد بن حميد ، من حديث جعفر عنه. ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عنه، عن ابن عباس ، وسمي العلم كرسيا لمكانه الذي هو كرسي

[ ص: 116 ] العالم. وقيل: وسع ملكه. وقيل: تمثل وقيل: إنه العرش. وروي أنه خلق كرسيا هو بين يدي العرش دونه السموات والأرض، وهو إلى العرش كأصغر شيء.

(ص): (يقال: بسطة : زيادة وفضلا). أي: وسعة. والظاهر أن المراد بالعلم المعرفة بما طلبوه لأجله من أمر الحرب. ويجوز أن يكون علما بالديانات وغيرها. والبسطة في الجسم فيها هيبة في القلوب.

(ص): ( أفرغ : أنزل). أي: صبه علينا.

(يؤده: يثقله) أي: يشق عليه، وما ذكره أخرجه ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس وجماعة، و(آدني: أثقلني. والآد والأيد: القوة).

(ص): فبهت : ذهبت حجته) أي: تحير وانقطع.

(ص): خاوية : لا أنيس فيها) وهي قائمة على أبنيتها، ويقال: خاوية ساقطة. (السنة: النعاس) أي: وهو في العين، فإذا وصل إلى القلب كان نوما.

( عروشها : أبنيتها) أي: سقطت ثم انهدمت الحيطان عليها.

((ننشرها): نخرجها) قلت: وقرئ بالزاي. أي: نرتعها، وقيل: نحركها.

[ ص: 117 ] (ص): ( إعصار [البقرة: 266] ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار). قلت: وهي التي يقال لها: الزوبعة -كما قاله الزجاج - قيل لها: إعصار؛ لأنها تلف كالثوب إذا عصر، وقيل: لأنه يعصر السحاب وهو مثل المرائي بأعماله، فإذا كان يوم القيامة وجدها محبطة فيخسر.

(ص): وقال ابن عباس : صلدا : ليس عليه شيء) أي: من التراب الذي كان عليه وهذا أخرجه ابن أبي حاتم من حديث الضحاك عنه بلفظ: فتركه يابسا لا ينبت شيئا.

(ص): وقال عكرمة : وابل: مطر شديد أي: عظيم مقداره وهذا أخرجه عبد بن حميد ، و(الطل: الندى) أي: مطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها (وهذا مثل عمل المؤمن) أو كما قاله.

يتسنه : يتغير) هو كما قال، والهاء أصلية أو هاء السكت.

ثم ذكر البخاري حديث ابن عمر في صلاة الخوف.

وقد سلف مثله في صلاة الخوف من طريق آخر إلى ابن عمر أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية