صفحة جزء
[ ص: 133 ] ومن تفسير سورة آل عمران

تقاة : وتقية واحده، صر : برد، شفا حفرة : مثل شفا الركية. وهو حرفها تبوئ : تتخذ معسكرا. المسوم: الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان ربيون : الجميع، والواحد ربي. تحسونهم : تستأصلونهم قتلا. غزى : واحدها غاز. سنكتب : سنحفظ. نزلا ثوابا. ويجوز: ومنزل من عند الله، كقولك: أنزلته.

وقال مجاهد: والخيل المسومة المطهمة الحسان. قال سعيد بن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: الراعية المسومة. وقال ابن جبير: وحصورا : لا يأتي النساء. وقال عكرمة: من فورهم : من غضبهم يوم بدر. وقال مجاهد: (يخرج الحي): النطفة تخرج ميتة، ويخرج منها الحي. والإبكار : أول الفجر (والعشي) : ميل الشمس -أراه- إلى أن تغرب.


هي مدنية، وسبب نزولها قدوم وفد نجران، قاله ابن إسحاق . ( تقاة وتقية: واحدة). قلت: وقرئ: (تقية).

(ص): ( صر : برد)، أي: شديد. (شفا حفرة، مثل شفا الركية)، وهو حرفها، أي: وكنتم مشفين على أن تقعوا في نار جهنم؛ لما كنتم عليه من الكفر، فأنقذكم منها بالإسلام.

[ ص: 134 ] ( تبوئ المؤمنين ، تتخذ معسكرا). قلت: وأصله ملزم وقرأ عبد الله : (تبوي) بمعنى: تسوي لهم وتهيئ لهم. (المسوم: الذي له سيماء بعلامة أو بصوفة أو بما كان)، هو كما قال، وهو مذهب الجماعة إلا الأخفش قال: مسومين: مرسلين، ومسومين بفتح الواو وكسرها يعني: معلمين أنفسهم أو خيلهم، قال: الكلبي : معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم. وعن الضحاك : معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الدواب وآذانها، وعن مجاهد : مجزورة أذناب خيلهم، وعن قتادة : كانوا على خيل بلق، وعن عروة بن الزبير : كانت عمامة الزبير يومئذ صفراء، فنزلت الملائكة بذلك، وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأصحابه: "تسوموا فإن الملائكة قد تسومت".

(ص): ( ربيون . جموع والواحد ربي)، قلت: هو قول مجاهد وغيره، وقال أبان: الربي عشرة آلاف، وقال ابن زيد : هم الأتباع، وقال الحسن: هم العلماء الصبر، كأنه أخذ من النسبة إلى الرب.

قلت: والربيون: الربانيون، وقرئ بالحركات الثلاث بالفتح على القياس والباقي من تغييرات النسب، قال سعيد بن جبير : ما سمعنا بنبي قتل [في] القتال.

[ ص: 135 ] (ص): ( تحسونهم : تستأصلونهم قتلا) أي: ذريعا.

(ص): ( غزى : واحدها غاز) قلت: وقرئ بتخفيف الزاي على حذف التاء من غزاة.

(ص): ( سنكتب : سنحفظ) أي: ما قالوا في صحائف الحفظة، أو نستحفظه، أو نثبته في علمنا كما نثبت المكتوب.

(ص): ( نزلا : ثوابا، ويجوز منزلا من عند الله كقولك: أنزلته)، قلت: وقرئ: نزلا بالسكون، وانتصاب نزلا على الحال من جنات، ويجوز أن تكون بمعنى مصدر مؤكد كأنه قيل: رزقا وعطاء من الله.

(ص): (وقال مجاهد : والخيل المسومة : المطهمة الحسان. وقال ابن جبير وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى : الراعية). أثر مجاهد أخرجه عبد بإسناده إليه. والباقي أخرجه ابن جرير عنهما، وعن مجاهد أيضا، وعن غيرهم منهم ابن عباس . وعنه: المعلمة. وقال ابن زيد : المعدة للجهاد. قال الطبري : والأولى بالصواب قول من قال: المعلمة بالشيات، قال: الخيل، والمطهم: التام الخلق.

وقال يعقوب: الذي يحسن منه كل شيء على حدته.

وقيل: الأنف والفم والعين، غيره. وجه مطهم: حسن صبيح.

[ ص: 136 ] (ص): (وقال ابن جبير : وحصورا : لا يأتي النساء). أسنده عبد عنه. وعن جماعات: لا يغشى النساء. أي: يمنعها من الشهوة، وهذا ليس مع العجز؛ فإنه نقص، والأنبياء منزهون عن النقص. قالوا: والسيد: الذي يغلب غضبه.

وحكاه ابن أبي حاتم عن ابن عباس وابن جبير وجماعة.

(ص): (وقال عكرمة : من فورهم : من غضبهم. يوم بدر).

قلت: الفور مصدر، استعير للسرعة، أي: يأتونكم من ساعتهم هذه. يمددكم ربكم بالبشر.

(ص): (وقال مجاهد : (يخرج الحي) من الميت: النطفة تخرج ميتة ويخرج منها الحي) هذا أسنده ابن جرير عنه. وحكاه أيضا عن ابن مسعود وجماعات، وعن عكرمة : هي البيضة تخرج من الحي وهي ميتة، ثم يخرج منها الحي. وعن أبي مالك : النخلة من النواة، والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة. وقال الحسن: يخرج المؤمن الحي من الكافر الميت الفؤاد، ويخرج الكافر من المؤمن. قال ابن جرير : والأولى تأويل من قال: يخرج الإنسان الحي والأنعام والبهائم الأحياء من النطفة الميتة.

(ص): ( والإبكار : أول الفجر. (العشي) : ميل الشمس إلى أن تغرب). هو كما قال. وفي "الكتاب": الإبكار: من طلوع الشمس إلى وقت الضحى، وقرئ: و(الأبكار): جمع بكر. كسحر وأسحار.

التالي السابق


الخدمات العلمية