التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4281 [ ص: 156 ] 7 - قوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس [آل عمران: 110]

4557 - حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن ميسرة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. [انظر: 3010 - فتح: 8 \ 224]


ذكر فيه حديث أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه: كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: خير الناس للناس، تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.

قيل: الكاف زائدة، أي: أنتم خير أمة، وروى عبد بن حميد عن ابن عباس : هم الذين هاجروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وقال مجاهد : كنتم خير أمة على هذا الشرط أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ثم يتبين، وقيل: شهدتم الأنبياء الذين كذبهم قومهم بالبلاغ وقيل: معنى: كنتم ، أي: في اللوح المحفوظ، وقيل: قد آمنتم، وقيل: أهل طريقة؛ لأن الأمة الطريقة، وقيل: نزلت في المهاجرين من مكة إلى المدينة، وبني سليم من الخزرج، وبني حارثة.

وقال السدي -فيما حكاه الطبري : قال عمر بن الخطاب : لو شاء الله لقال: أنتم فكنا كلنا، ولكن هذا خاص بالصحابة ومن صنع مثلما صنعوا كانوا خير أمة.

[ ص: 157 ] وفي لفظ: تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا. وعند الرافعي أن رءوس اليهود -وعدد جماعة منهم ابن صوريا- عمدوا إلى مؤمنهم عبد الله بن سلام وأصحابه، فآذوهم لإسلامهم، فنزلت.

وقال مقاتل : نزلت في أبي ومعاذ وغيرهما، وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا قالا للمسلمين: ديننا خير مما تدعوننا إليه ونحن خير وأوصل منكم، فنزلت. وقال الربيع: لم تكن أمة أكثر استجابة للإسلام من هذه الأمة. وقال الحسن: نحن آخرها وأكرمها على الله.

وفي رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا: "ألا إنكم وفيتم سبعين أمة، أنتم آخرها وأكرمها على الله". ومعنى وأخرجت : أظهرت.

التالي السابق


الخدمات العلمية