التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4292 4568 - حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي مليكة، أن علقمة بن وقاص أخبره، أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل، معذبا، لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود فسألهم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب [آل عمران: 187] كذلك حتى قوله: يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا [آل عمران: 188] [ مسلم: 2778 - فتح: 8 \ 233]. تابعه عبد الرزاق عن ابن جريج.

حدثنا ابن مقاتل، أخبرنا الحجاج، عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن مروان بهذا. [ مسلم: 2778 - فتح: 8 \ 233]


ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه: أن رجالا من المنافقين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو وتخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتذروا

[ ص: 182 ] إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت
لا تحسبن
[آل عمران : 188] الآية. وأخرجه مسلم أيضا.

وحديث هشام ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن علقمة بن وقاص، أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس ، فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا، لنعذبن أجمعون. قال ابن عباس : وما لكم ولهذه، إنما دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود فسألهم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فأروه أن قد استحمدوا إليه بما أخبروه عنه عما سألهم، وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه [آل عمران : 187] كذلك حتى قوله: يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا

تابعه عبد الرزاق ، عن ابن جريج .

حدثنا ابن مقاتل ، أنا الحجاج ، عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن مروان بهذا.

حديث مروان هذا أخرجه مسلم -أيضا- من حديث حجاج عن ابن جريج به، وفيه: بما أتى، ورواه الواحدي من حديث زيد بن أسلم أن مروان بن الحكم كان يوما -وهو أمير المدينة- عنده أبو سعيد وزيد بن ثابت ورافع بن خديج، فقال مروان : يا أبا سعيد ، أرأيت قول الله: لا تحسبن الآية، والله إنا لنفرح بما أوتينا، ونحب أن نحمد بما لم نفعل.

[ ص: 183 ] فقال أبو سعيد : ليس هذا في هذا، إنما كان رجال … الحديث.

ورواه عبد في "تفسيره"، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك ، عن زيد بن [أسلم ] أن رافع بن خديج وزيد بن ثابت كانا عند مروان ، فقال مروان : يا رافع، في أي شيء نزلت هذه الآية؟ فقال: في ناس من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى سفر تخلفوا فإذا قدموا اعتذروا، فكأن مروان أنكر ذلك، فخرج رافع وقال لزيد : أنشدك بالله هل تعلم ما أقول؟ قال: نعم.

وقوله: (تابعه عبد الرزاق ). يعني: هشام بن يوسف الصنعاني).

وقد أخرجه الإسماعيلي في "صحيحه" عن ابن زنجويه وأبي سفيان قالا: ثنا (عن) عبد الرزاق ، به. وقال أبو القاسم : ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق به، وقال أبو مسعود، تابعه أيضا محمد بن ثور عن ابن جريج . واعترض الإسماعيلي فقال: يرحم الله البخاري أخرج هذا الحديث في "الصحيح" مع الاختلاف على ابن جريج ، ويرجع الحديث إلى (باب) مروان عن ابن عباس وبوابه بمنزلة واحدة، ولم يذكر حديث عروة عن مروان وحرسيه عن بسرة في مس الذكر، وذكر هذا ولا فرق بينهما

[ ص: 184 ] إلا أن البواب مسمى ثم لا يعرف إلا هكذا، والحرسي (غير نفسه) مسمى، والله يغفر لنا وله.

وقال الدارقطني في كتاب "التتبع": أخرج محمد حديث ابن جريج -يعني هذا- من حديث حجاج -يعني كما سلف- ومن حديث هشام أيضا، وقد اختلف، فينظر من يتابع أحدهما، وقد أخرج مسلم حديث حجاج دون حديث هشام .

وفي "تفسير ابن أبي حاتم " عن ابن إسحاق ، حدثني محمد مولى آل زيد بن ثابت ، عن عكرمة : لا تحسبن الذين يفرحون يعني: فنحاص وأشياع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبوا من الدنيا، وما زينوا للناس من الضلالة، وأن يقول الناس لهم: علماء. وليسوا بأهل علم. وعن الحكم بن أبان عن عكرمة ، قال عبد الله : هو تبديلهم التوراة واتباع من اتبعهم على ذلك.

وقال عبد بن حميد : ثنا يونس بن شيبان عن قتادة أنهم وفد أهل خيبر أتوا سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعموا أنهم راضون بما جاء به، وهم متمسكون بضلالهم، وأرادوا أن يحمدهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمر لم يفعلوه، فنزلت.

وعن الضحاك قال: كتب يهود يثرب إلى اليهود في الآفاق، الشام وغيرها يذكرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه ليس بنبي، فلا تؤمنوا به، ولا تتبعوه وعليكم بدينكم فاثبتوا عليه فأجابوهم، فلما أجابوهم، فرحوا بما قالوا،

[ ص: 185 ] فهو كقوله تعالى: فرحوا بما أوتوا [الأنعام: 44].

فائدة:

ذكر التأويلين في آية الباب. وقرأ سعيد بن جبير : (بما أوتوا) وقال: اليهود فرحوا بما أوتي آل إبراهيم من الكتاب والحكمة، ثم قال سعيد : ويحبون أن يحمدوا فهو قولهم: نحن على دين إبراهيم.

التالي السابق


الخدمات العلمية