التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4296 [ ص: 191 ] 20 - باب: قوله: إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان [آل عمران: 193] الآية

4572 - حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس أن ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي خالته -قال فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله في طولها، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي. قال ابن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح. [انظر: 117 - مسلم: 763 - فتح: 8 \ 237]


ذكر فيه أيضا الحديث المذكور مطولا.

قال محمد بن كعب : هو الكتاب، ليس كلكم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم. ذكره عبد بن حميد . وعن قتادة : هو من سمع دعوة فأجابها. وعنه: سمعوا دعوة من الله فأجابوها وأحسنوا فيها وصبروا عليها.

وقال ابن جريج فيما ذكره ابن أبي حاتم : هو سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

[ ص: 192 ] وذكره الطبري أيضا عن ابن زيد ، ومقاتل في "تفسيره"، وصوب الطبري قول محمد بن كعب .

فائدة:

الذين يذكرون الله قياما وقعودا . قال ابن مسعود : إنه في الصلاة، إذا لم يستطع قائما فقاعدا، وإلا فعلى جنبه. حكاه ابن أبي حاتم عنه.

وقال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا. ثم قرأ سفيان هذه الآية.

وفي "تفسير ابن الجوزي " في قوله: لآيات لأولي الألباب قال أهل التفسير: يقال: الذين يذكرون الله. وقال جماعة منهم: هذا في الصلاة. تيسير من الله وتخفيف. وقال آخرون: أراد به ذكر الله في وصفهم بالمداومة عليه، إذ الإنسان قلما يخلو من إحدى هذه الحالات الثلاث. وعند الطبري عن ابن جريج : هو ذكر الله في الصلاة وغيرها، وقراءة القرآن.

وقول ابن عباس رضي الله عنهما: (ثم قام إلى شن): هو القربة البالية.

قوله: (فوضع يده اليمنى على رأسي) يعني: ذراعه. وفتل أذنه؛ ليحفظ ذلك ويتعلمه؛ ولئلا ينساه.

التالي السابق


الخدمات العلمية