التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4310 [ ص: 235 ] 13 - باب: قوله: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين الآية [النساء: 69]

4586 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة". وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [النساء: 69] فعلمت أنه خير. [انظر: 4435 - مسلم: 3444 - فتح: 8 \ 255]


ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة". وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [النساء: 69] فعلمت أنه خير.

سلف قريبا في باب مرضه - صلى الله عليه وسلم. والبحة -بضم الباء كما سلف: غلظ في الصوت. يقال: بح يبح بحوحا. وإن كان من داء فهو البحاح، يقال: رجل بح بين البحح، إذا كان ذلك فيه خلقه.

ويروى أن قوما قالوا: يا رسول الله، أنت معنا في الدنيا وترفع يوم القيامة لفضلك، فأنزل الله: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله فعرفهم أن الأعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون ليذكروا نعمة الله عليهم. وأخرجه الطبراني من حديث الأسود عن

[ ص: 236 ] عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل فذكر الحديث بمعناه، وهو ثوبان كما ذكره الواحدي . وعنده من حديث مسروق : قال الصحابة: يا رسول الله، ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا، فإنك إذا فارقتنا رفعت فوقنا، فنزلت.

وقال مقاتل : نزلت في رجل من الأنصار يسمى عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم: إذا خرجنا من عندك إلى أهلنا اشتقنا إليك، فكيف لنا برؤيتك إذا دخلنا الجنة؟ فنزلت، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتته أمه وهو في حديقة له فأخبرته بوفاته فقال عند ذلك: اللهم أعمني فلا أرى شيئا بعد حبيبي أبدا، فعمي مكانه، وكان يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبا شديدا فجعله الله معه في الجنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية