التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 277 ] ومن سورة المائدة

[قال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم [المائدة: 68] مخمصة: مجاعة. ومن أحياها [المائدة: 32] يعني من حرم قتلها إلا بحق حيي الناس منه جميعا. شرعة ومنهاجا [المائدة: 48]: سبيلا وسنة].

[ ص: 278 ] 1 - باب: حرم [المائدة: 1]

واحدها حرام. فبما نقضهم [المائدة: 13] بنقضهم التي كتب الله [المائدة: 21] جعل الله تبوء [المائدة: 29] تحمل دائرة [المائدة: 52] دولة. وقال غيره الإغراء التسليط أجورهن [المائدة: 5] مهورهن. قال سفيان ما في القرآن آية أشد علي من لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم [المائدة: 68] مخمصة: مجاعة. ومن أحياها [المائدة: 32] يعني من حرم قتلها إلا بحق حيي الناس منه جميعا. شرعة ومنهاجا [المائدة: 48]: سبيلا وسنة المهيمن الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله. [فتح: 8 \ 268].


هي مدنية. قال مقاتل : نزلت نهارا، وقال غيره: ونزلت بعدها التوبة. وقال السخاوي . هي في الإنزال بعد براءة عند أكثر العلماء. قال: وذهب إلى أنه ليس فيها منسوخ؛ لتأخرها. وقال آخرون: فيها عشرة مواضع منسوخة، وقال بعضهم فيما حكاه الناس فيها آية واحدة منسوخة، ثم ذكر ستة لتكملة سبعة.

قلت: ونزلت اليوم أكملت لكم دينكم بعرفة، وآية التيمم نزلت بالأبواء. والله يعصمك من الناس [المائدة: 67] نزلت بذات الرقاع و ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا إلى قوله: مع الشاهدين [المائدة: 82 - 83] قيل: نزلت قبل الهجرة اذكروا نعمت الله عليكم

[ ص: 279 ] [المائدة: 11] قيل نزلت بنخلة في الغزوة السابعة. وقيل: بالمدينة في شأن كعب بن الأشرف. ذكره صاحب "مقامات التنزيل".

وذكر أبو عبيد ، عن محمد بن كعب القرظي : أن هذه السورة نزلت في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فأندر كتفها فنزل عنها.

وعند الثعلبي : قرأها - عليه السلام - في خطبته يوم حجة الوداع قال: "يا أيها الناس، إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها".

(ص): حرم واحدها حرام)، أي: وأنتم محرمون لئلا يحرج عليكم.

(ص): وما أهل لغير الله وهو من استهلال الصبي، واستهل المطر: خرج من السحاب، وأهل بالحج: تكلم به وأظهره، واستهللنا وأهللنا الهلال، كل هذا من الظهور بعضه من بعض.

[ ص: 280 ] هذا الحديث في بعض النسخ وجزم في "الكشاف" بأن المراد -أيضا- رفع الصوت لغير الله، وهو قولهم: باسم اللات والعزى عند الذبح.

(ص): ( فبما نقضهم فبنقضهم)، يريد أن (ما) زائدة، مثل قوله: فبما رحمة من الله لنت لهم ، ودخلت (فبما) للمصدر، وكذا كل ما أشبهه، وهذا أسنده ابن المنذر عن قتادة ، قال -أعني قتادة : نقضوه من وجوه: كذبوا الرسل الذين جاءوا بعد موسى وقتلوا أنبياء الله، ونبذوا كتابه وضيعوا فرائضه.

(ص): (وقال غيره: الإغراء: التسليط) لعله: يعني بالغير غير من فسر ما قبله، وقد نقلناه عن قتادة .

وقال في "الكشاف" فأغرينا ألصقنا وألزمنا. من غرى بالشيء إذا ألزمه ولصق به. وأغراه به غيره. ومنه الغراء الذي يلصق به.

(ص): ( التي كتب الله جعل الله)، عبارة "الكشاف" قسمها وسماها، أو خط في اللوح المحفوظ أنها لكم. و الأرض المقدسة بيت المقدس أو أريحاء أو فلسطين أو دمشق والشام، وكان إبراهيم صعد جبل لبنان فقيل له: انظر، فما نظره بصرك فهو مقدس وميراث لذريتك من بعدك.

كل هذا أسنده ابن المنذر ، عن مجاهد .

[ ص: 281 ] (ص): ( دائرة دولة) رواه ابن أبي حاتم عن السدي . (ص): (وقال سفيان ما في القرآن آية أشد علي من لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم عثر: ظهر. الأوليان: واحدهما أولى، ومنه أولى به: أحق به. (طعامهم) ذبائحهم، هذا ثابت في بعض النسخ.

(ص): ( أجورهن : مهورهن)، أسنده ابن المنذر عن ابن عباس .

(ص): (المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله) عزاه في فضائل القرآن إلى ابن عباس ، وأسنده ابن أبي حاتم من حديث علي بن أبي طلحة عنه، وأصله كما قال الخطابي مؤيمن فقلبت الهمزة هاء، لأنها أخف، وهو على وزن: مسيطر -أي: الشاهد على خلقه لما يكون منهم قولا وفعلا. قال تعالى: وما تكون في شأن الآية [يونس: 61]، وقيل: إنه الرقيب على الشيء والحافظ له. وقال بعض أهل اللغة: الهيمنة: القيام على الشيء والرعاية له. وقال الأزهري : هو من صفات الله، أي: الشهيد الشاهد، والرقيب والحفيظ، وقيل غير ذلك.

(ص): ( ومن أحياها من حرم قتلها إلا بحق حيي الناس منه جميعا شرعة ومنهاجا : سبيلا وسنة). هذا ثابت في بعض النسخ. وقال ابن عباس : مخمصة : مجاعة، هذا أسنده ابن أبي حاتم عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية