التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4349 [ ص: 317 ] 14 - باب: قوله: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم الآية [المائدة: 117]

4625 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، أخبرنا المغيرة بن النعمان، قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا -ثم قال: كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين [الأنبياء: 104] إلى آخر الآية- ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول يا رب أصيحابي. فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم [المائدة: 117] فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم". [انظر: 3349 - مسلم: 2860 - فتح: 8 \ 286]


ساق فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا … " الحديث سلف في مناقب إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ويأتي في سورة الأنبياء والرقاق، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي .

والأغرل: الذي لم يختتن فبقيت معه غرلته، وهي القلفة والجلدة التي تقطع في الختان، كما سلف هناك بلغاته.

[ ص: 318 ] قال الداودي : في قوله: "يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال" إلى آخره لعلهم منافقون، وقيل: هم مسلمون قصروا في بعض الحقوق. ومعنى "مرتدين على أعقابهم" أي: مقصرين في بعض المنازل، وهو أشبه بقوله: "لا تدري ما أحدثوا بعدك" والمنافقون كانوا كذلك، وأيضا بقوله: "من أمتي" وليسوا من أمته.

التالي السابق


الخدمات العلمية