صفحة جزء
[ ص: 320 ] ومن سورة الأنعام

قال ابن عباس: ثم لم تكن فتنتهم معذرتهم. معروشات : ما يعرش من الكرم وغير ذلك. حمولة [الأنعام: 142]: ما يحمل عليها. وللبسنا [الأنعام: 9]: لشبهنا. وينأون [الأنعام: 26]: يتباعدون. تبسل : تفضح أبسلوا [الأنعام: 70]: أفضحوا. باسطو أيديهم البسط: الضرب. استكبرتم : أضللتم كثيرا. مما ذرأ من الحرث : جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا. أكنة [الأنعام: 25] واحدها كنان أما اشتملت يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟ مسفوحا : مهراقا. وصدف : أعرض. (أبلسوا): أويسوا. و أبسلوا : أسلموا. سرمدا : دائما. استهوته : أضلته. يمترون : يشكون. وقر : صمم، وأما الوقر: الحمل. أساطير واحدها أسطورة وإسطارة وهي الترهات. البأساء من البأس، ويكون من البؤس. جهرة معاينة. الصور جماعة صورة، كقوله: سورة وسور. ملكوت : ملك، مثل: رهبوت خير من رحموت، ويقول: ترهب خير من أن ترحم. وإن تعدل : تقسط، لا يقبل منها في ذلك اليوم جن

[ ص: 321 ] أظلم. (تعالى): علا يقال على الله حسبانه أي: حسابه، ويقال: حسبانا مرامي. و رجوما للشياطين ، مستقر في الصلب و ومستودع في الرحم. القنو: العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان، مثل صنو وصنوان. أكنة واحدها كنان.


هي مكية، قال ابن عباس : غير ست آيات، وروى ابن المنذر أنها نزلت ليلا، وحولها سبعون ألف ملك، يجأرون بالتسبيح، وعن مجاهد : خمسمائة ملك يرعونها ويحفونها، وعنه: خمسمائة ألف ملك. ذكره أبو محمد البستي، وروي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة، وهي من قوله: قل تعالوا إلى قوله: تتقون ، وهي المحكمات، وعن الكلبي : إلا قوله: ما أنزل الله على بشر الآية.

وقال قتادة : قوله: وما قدروا الله حق قدره ، والأخرى: وهو الذي أنشأ جنات وذكر ابن العربي أن قوله: قل لا أجد نزلت بمكة يوم عرفة، وفي الدارمي عن عمر : الأنعام من نواجب القرآن.

وقيل: اختلف في تسع آيات منها قد نعلم إنه ليحزنك ، ولا

[ ص: 322 ] تطرد
إلى رحيم ، وما قدروا الله حق قدره إلى يحافظون ، وآتوا حقه يوم حصاده و قل تعالوا أتل إلى آخر ثلاث آيات منها، قاله صاحب "مقامات التنزيل"، ونزلت هذه السورة بعد الحجر وقبل الصافات، ذكره السخاوي وقيل: إنها نزلت جملة.

(ص) (قال ابن عباس فتنتهم : معذرتهم). أسنده ابن أبي حاتم من حديث علي بن أبي طلحة عنه، قال الزجاج : تأويلها لطيف جدا، أخبر الله بقصص المشركين وافتتانهم بشركهم، ثم أخبر أن فتنتهم لم تكن حين رأوا الحقائق إلا أن انتفوا من الشرك.

(ص) ( وغير معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك)، هو كما قال، وقيل: معروشات مرفوعات على العرائش وقيل: ما يقوم على ساق، وغير معروشات : ما يبسط على وجه الأرض.

(ص) قوله: (ما يحمل عليها) أسنده ابن المنذر ، عن علي بن أبي طلحة ، عنه يريد من إبل وخيل وبغال وحمير وكل ما حمل عليه. هذا

[ ص: 323 ] قول جماعة، وقال الضحاك : الحمولة من الإبل والبقر، وقيل: هي الإبل التي تطيق الحمل.

واختلف في الفرش، فقيل: صغار الإبل، وقيل: الغنم، وقال ابن فارس : الحمولة: الإبل بأثقالها، والفرش من الأنعام: التي لا تصلح إلا للذبح.

(ص) ( وللبسنا لشبهنا). هذا رواه ابن المنذر ، عن ابن عباس .

(ص) ( وينأون يتباعدون). رواه ابن أبي حاتم من حديث عطاء ، عنه، زاد الجوزي عنه: نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذى نبيه ويتباعد عنه. وفي رواية الوالبي عنه: نزلت في كفار مكة ينهون الناس عن اتباعه، ويتباعدون بأنفسهم عنه.

(ص) ( و أبسلوا : أفضحوا، تبسل تفضح). رواه ابن المنذر عن علي، عن ابن عباس أيضا، وقال الإسماعيلي: أبسلوا : أسلموا، ولا معنى لقوله: فضحوا؛ لقوله:


(وإبسالي) بني بغير جرم بعوناه ولا بدم مراق



ولما ذكر ابن التين قوله: ( و أبسلوا : أفضحوا) قال: وقال أيضا: (أسلموا)، وقيل: أهلكوا، وقيل: ارتهنوا، وقيل: جيزوا. وهي متقاربة، ومعنى أسلموا: أي بعلمهم لا يقدرون على التخلص،

[ ص: 324 ] ومنه استبسل فلان للموت، وأنشد لعوف بن الأحوص فذكر البيت السالف، ومعنى بعوناه بالعين غير معجمة، أي: جنيناه، والبعو: الجناية.

(ص) ( باسطو أيديهم البسط: الضرب)، هذا أسنده ابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا.

(ص) ( استكثرتم : أضللتم كثيرا)، هو كما قال.

(ص) ( مما ذرأ من الحرث جعلوا لله من ثمراتهم وأموالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا، أما اشتملت يعني: ما تشتمل على ذكر أو أنثى، فلم تحلون بعضا وتحرمون بعضا؟ مسفوحا مهراقا وصدف : أعرض (أبلسوا) أويسوا، (وأبسلوا): أسلموا، سرمدا دائما) هذا كله أسنده ابن المنذر إلى ابن عباس .

(ص) ( استهوته أضلته).

(ص) ( يمترون : يشكون. وقرا صمما، وأما الوقر فالحمل. أساطير واحدها أسطورة وإسطارة، وهي الترهات) أي: الأباطيل جمع ترهة. قاله أبو زيد ، وأسطورة بضم الهمزة، وإسطارة بكسرها.

(ص) ( البأساء من البأس، ويكون من البؤس)، أي: الفقر وسوء الحال، وقيل البؤس: الضر، والبأس: القتال، ذكره الداودي .

(ص) ( وإن تعدل : تقسط) كذا قال، والذي يظهر أن المراد: وإن تفد كل فداء، والعدل: الفدية، وقد صرح به في "الكشاف".

[ ص: 325 ] (ص) الصور جمع صورة كقولك: سورة وسور)، هذا قول أهل اللغة، والذي ذكره المفسرون أن الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل.

(ص) ( ملكوت : ملك، مثل: رهبوت خير من رحموت، وتقول: ترهب خير من أن ترحم جن أظلم، (تعالى) : علا، (تعدلون): تجعلون له عدلا).

( حسبانا حسابا)، أي: جمع حساب، (يقال: على الله حسبانه، أي: حسابه ويقال حسبانا : مرامي و رجوما للشياطين )، قلت: يسيران بحساب معلوم لإتمامه.

(ص) ( فمستقر في الصلب ومستودع في الرحم)، أسنده ابن أبي حاتم ، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية ، وذكره ابن عزير، والذي ذكره أكثر المفسرين عكسه، حتى قال سعيد بن جبير : قال لي ابن عباس : هل تزوجت؟ قلت: لا، قال: إن الله سبحانه يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه.

وقال الحسن: مستقر في القبر، ومستودع في الدنيا، يوشك أن يلحق بصاحبه.

وقال ابن مسعود : المستقر: الرحم، والمستودع: الأرض التي يموت بها.

[ ص: 326 ] وقيل: مستقر في الأرحام إلى الوقت المؤقت لكم، ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد، قال الزجاج : الأكثر في القراءة فتح القاف، وقد قرئ بكسرها، ومستودع بالفتح لا غير، وجائز أن يكون معناه: مستقر في الدنيا موجود، ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد. وجائز أن يكون مستقر في الأحياء، ومستودع في الثرى.

(ص (القنو: العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان، مثل صنو وصنوان).

أسند ابن المنذر عن قتادة : القنو: العذق، وأسند ابن أبي حاتم عن ابن عباس : القنوان الدانية: قصار النخل المتدانية عذوقها بالأرض.

التالي السابق


الخدمات العلمية