التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4364 [ ص: 364 ] 4 - باب: قوله: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الآية [الأعراف: 158]

4640 - حدثنا عبد الله، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، وموسى بن هارون قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني، قال: سمعت أبا الدرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل -حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو الدرداء: ونحن عنده فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "أما صاحبكم هذا فقد غامر". قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقص على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر. قال أبو الدرداء: وغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل أبو بكر يقول والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " هل أنتم تاركو لي صاحبي، هل أنتم تاركو لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت". قال أبو عبد الله: "غامر" سبق بالخير. [انظر: 3661 - فتح: 8 \ 303]


حدثنا عبد الله ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن ، وموسى بن هارون قالا: ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، قال: حدثني بسر بن عبيد الله قال: حدثني أبو إدريس الخولاني: سمعت أبا الدرداء يقول: كانت بين أبي بكر وعمر محاورة … الحديث وفي آخره: "هل أنتم تاركو لي صاحبي، إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر : صدقت".

هذا الحديث سلف في فضائل الصديق عن هشام بن عمار ، ثنا عبد الله بن سالم عن بسر به.

[ ص: 365 ] و( عبد الله ) شيخ البخاري هنا، قيل: إنه ابن حماد بن أيوب أبو عبد الرحمن من آمل جيحون، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وروى عن البخاري أيضا، ويحتمل أن يكون عبد الله بن أبي قاضي خوارزم و(سليمان) هو ابن بنت شرحبيل، وروى مرة البخاري عنه، مات بعد الثلاثين ومائتين. و(بسر) بالسين المهملة، و(أبو إدريس الخولاني) اسمه عائذ الله بن عبد الله بن عمرو ، قاضي دمشق، ولد عام عشرين، ومات سنة ثمانين، و( أبو الدرداء ) اسمه عويمر بن زيد الحارثي نزيل الشام، ومات سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: أربع.

وقوله: ("أما صاحبكم هذا فقد غامر") أي: خاصم غيره، ومعناه: دخل في غمرة الخصومة وهي معظمها، والغامر: الذي يرمي بنفسه في الأمور المهلكة، وقيل: هو من الغمر -بالكسر وهو: الحقد الذي حاقد غيره. وقوله: "هل أنتم تاركو لي صاحبي" كذا هنا "تاركو" وفي بعض النسخ: "تاركوني"، وفي بعضها: "تاركون"، وهي أصوب، واقتصر ابن التين على رواية "تاركو"، ثم قال: صوابه: "تاركون".

قوله: وخر موسى صعقا [الأعراف: 143]

فيه أبو سعيد وأبو هريرة - رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - سلفا في المناقب، وسلف قريبا حديث أبي سعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية