التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4378 [ ص: 403 ] 2 - باب: قوله: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر [التوبة: 2]

(سيحوا): سيروا.

4655 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين، بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعلي بن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. [انظر: 369 - مسلم: 1347 - فتح: 8 \ 317].


أي: آمنين بالعهد، أي: قل لهم يا محمد: سيروا في الأرض آمنين غير خائفين.

ثم ساق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين … الحديث.

تقدم في الصلاة في باب: ما يستر من العورة، وسلف في: الحج أيضا.

وأول هذه الأشهر: شوال، وقيل: يوم عرفة، وجعلت هذه المدة أمانا لمن كان له عهد أربعة أشهر فما دونها، كان له أجل أكثر منها يفيء إليه؛ لقوله تعالى: فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم وسماها حرما؛ لقوله: فإذا انسلخ الأشهر الحرم أي: لتحريم قتال

[ ص: 404 ] المشركين بها، وأما قوله تعالى: منها أربعة حرم قلت: هذه هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.

قال ابن إسحاق وغيره: المؤجلون في هذه الآية صنفان من المشركين:

أحدهما: كانت مدة عهده أقل من أربعة أشهر ليرتاد لنفسه ثم هو حرب بعد ذلك. وابتداء هذا الأجل كما قال الثعلبي : يوم الحج الأكبر، وانقضاؤه إلى عشر من ربيع الآخر.

فأما من لا عهد له، فإنما أجله انسلاخ الأشهر الحرم، ثم نسخ بآية السيف.

وقال النحاس : أحسن الأقوال في الآية أنها فيمن نقض العهد، فأما من لم ينقضه فهو مقيم على عهده فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم [التوبة: 7]. قال: وأما ما جاء في الحديث أن ينبذ إلى كل ذي عهد عهده أن يكون للناقض، على أن الرواية بسقوط هذه اللفظة أولى وأكثر وأشبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية