التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4385 [ ص: 413 ] 8 - باب: قوله: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا الآية [التوبة: 36]

القيم القائم.

4662 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها، أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان". [انظر: 67 - مسلم: 1679 - فتح: 8 \ 324]


هو قول أبي عبيدة . و الدين هو الحساب الصحيح. وقال ابن عباس : القضاء القيم.

وقوله: فلا تظلموا فيهن أنفسكم أي في الأربعة، وقيل: في الاثني عشر بالقتال ثم نسخ. وقيل بارتكاب الآثام.

ثم ساق حديث ابن أبي بكرة -وهو عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو نفيع، أول مولود ولد في الإسلام بالبصرة- عن أبي بكرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها، أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان".

[ ص: 414 ] سلف في العلم، وبدء الخلق، والمغازي، والحج، وأخرجه في الأضاحي ومسلم وأبو داود والنسائي ، وابتدأ - عليه السلام - بذي القعدة، ومنهم من ابتدأ بالمحرم؛ ليكون عددها من سنة.

وقوله: ("ثلاثة متواليات") بدل عن متوالية؛ تنبيها على تقليلها في معدودات.

وقوله: ("ورجب مضر") إلى آخره، هو إيضاح له؛ لأن غير مضر كانوا ينقلونه عنه إلى شهر غيره كما فعلوه في النسيء، وكانت مضر تحافظ على تحريم رجب وشعبان من أجله، وربيعة تجعل منها رمضان.

وقوله: "إن الزمان قد استدار … " إلى آخره، كان ذلك في حجة الوداع، وهو سبب تأخيره حجة الوداع إلى العاشرة حتى وقع الحج في ذي الحجة موافقة لأول الخلق فإنه يقال: أول خلق الشمس في برج الحمل فوافق ذلك تاسع ذي الحجة.

التالي السابق


الخدمات العلمية