التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4392 4669 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم زائدة، عن سليمان، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاري قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة، فيحتال أحدنا حتى يجيء بالمد، وإن لأحدهم اليوم مائة ألف، كأنه يعرض بنفسه [انظر: 1415 - مسلم: 1018 - فتح: 8 \ 330]


ثم ساق حديث أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن أبي مسعود الأنصاري قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه. فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا.

هذا الحديث سلف في الزكاة، في باب اتقوا النار.

وعنه أيضا قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصدقة … الحديث، سلف أيضا.

وما ذكر في (جهدهم) هو قول البصريين: إنهما لغتان بمعنى.

[ ص: 423 ] وقال بعض الكوفيين: هذه بالفتح: المشقة، وبالضم: الطاقة، وقال الشعبي : هو بالضم في المشقة وبالفتح في العمل.

ومعنى ( يلمزون : يعيبون). كما قال، وقيل: كان عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله أربعة آلاف درهم أو أربعمائة دينار، وأتى عاصم بن عدي بمائة وسق تمر، فلمزهما المنافقون، وقالوا: هذا رياء، فنزلت. فقال قوم: ما أعظم رياءه فنزلت هذه الآية، وجاء أنصاري بنصف صبرة من تمر فقالوا: ما أغنى الله عن هذا! فنزلت والذين لا يجدون إلا جهدهم . ويروى أن أبا عقيل جاء بصاع تمر فقال: ما لي غير صاعين نقلت فيهما الماء على ظهري (خبأت) أحدهما لعيالي وجئت بالآخر، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صاع هذا. وقد أوضحنا ذلك هناك فراجعه.

وأبو عقيل : اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة من ولد (عبهلة) بن مكي كان اسمه عبد العزى فسماه - عليه السلام - عبد الرحمن عدو الأوثان، حليف بني جحجبى بن كلفة بن عوف ، شهد بدرا وما بعدها واستشهد يوم اليمامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية