التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4395 [ ص: 426 ] 13 - باب: قوله: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [التوبة: 84]

4672 - حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه ثم قام يصلي عليه، فأخذ عمر بن الخطاب بثوبه فقال: تصلي عليه وهو منافق وقد نهاك الله أن تستغفر لهم. قال: " إنما خيرني الله أو أخبرني فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال: سأزيده على سبعين". قال: فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلينا معه ثم أنزل الله عليه ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون [التوبة: 84] [انظر: 1269 - مسلم: 2400 - فتح: 8 \ 337]


ذكر فيه حديث نافع ، عن ابن عمر قال: لما توفي عبد الله بن أبي … فذكر الحديث بمعناه، ورأى الفاروق في معارضته التصلب في الدين والشدة على المنافقين، وقصد - عليه السلام - الشفقة على من تعلق بطرف من الدين، وتألف ابنه عبد الله وقومه الخزرج وكان رئيسهم، فلو ترك الصلاة قبل النهي عنها كان عارا على قومه فاستعمل - عليه السلام - أفضل الأمرين من حسن السياسة والدعاء إلى الدين والتآلف عليه إلى أن نهي فانتهى.

قال الداودي : وفي رواية أخرى: أنه لم يصل عليه، وأنه أخرجه من قبره ونفث عليه، وجعله على ركبتيه.

[ ص: 427 ] وقوله: "سأزيد على السبعين" وسلف في الجنائز، "لو أعلم أني إن زدت عليها كفر له لزدت عليها"، وفي أخرى: "لأزيدن". قال الداودي : (كلتاهما) أو إحداهما وهم وإن لم يكن صلى عليه. وقيل: لما قال: "سأزيد" نزلت سواء عليهم أستغفرت لهم الآية فتركه. وذكره عمر خوف النسيان، وتبسمه - عليه السلام - تعجب من صلابة عمر وبغضه لهم، ولعله على وجه الغلبة. فإن ضحكه كان تبسما، ولم يكن تبسم عند شهود الجنازة.

التالي السابق


الخدمات العلمية