التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 463 ] 3 - باب: وإلى مدين أخاهم شعيبا [هود: 84] إلى أهل مدين؛ لأن مدين بلد، ومثله واسأل القرية [يوسف: 82] واسأل (العير) [يوسف: 82] يعني: أهل القرية وأصحاب العير وراءكم ظهريا هود: 92] يقول: لم تلتفتوا إليه، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا، والظهري ههنا: أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به. أراذلنا [هود: 27]: سقاطنا. إجرامي [هود: 35] هو مصدر من أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت. الفلك [هود: 37] والفلك: واحد وهي السفينة والسفن. مجراها مدفعها وهو مصدر أجريت، وأرسيت حبست ويقرأ: مرساها من رست هي، و(مجراها) [هود: 41] من جرت هي ومجريها ومرسيها: من فعل بها. الراسيات: ثابتات. [فتح: 8 \ 353].


(ص) ( وإلى مدين أخاهم شعيبا أي: إلى أهل مدين؛ لأن مدين بلد، ومثله واسأل القرية واسأل (العير) يعني: أهل القرية وأصحاب العير) قلت: فهو مجاز.

[ ص: 464 ] (ص) ( وراءكم ظهريا يقول: لم تلتفتوا إليه، ويقال إذا لم يقض الرجل حاجته: ظهرت بحاجتي وجعلتني ظهريا، والظهري ههنا: أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به) قلت: [سلف] في بدء الخلق، الظهري الذي ينساه ويغفل عنه. قال ابن عباس : يريد: ألقيتموه خلف ظهوركم، وامتنعتم من قتلي مخافة قومي، والله أكبر وأعز من جميع خلقه.

(ص) ( أراذلنا : أسقاطنا) أي: أحسابا. ( إجرامي مصدر أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت) قلت: فمعنى الآية: فعلي إثم إجرامي أو عقوبة إجرامي، فحذف المضاف. والإجرام: اكتساب السيئة. يقال: أجرم فهو مجرم، وأنا بريء مما تجرمون من الكفر والتكذيب.

(ص) ( الفلك والفلك: واحد وهي السفينة والسفن) وقد سلف صفتها. وقال ابن التين ضبط بالإسكان في بعض الروايات، وفي بعضها بالفتح وهو أبين. قال ابن فارس : الجمع والواحد في هذا الاسم سواء، واستدل غيره على صحة ذلك بقوله: حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم [يونس: 22] وقوله: الفلك المشحون [الشعراء: 119] يقال: الواحد فلك بفتح الفاء واللام، والجمع بضم الفاء

[ ص: 465 ] وسكون اللام. وقال بعض الأعراب: الفلك هو المعرج إذا ماج البحر واضطرب.

مجراها : مسيرها. ومرساها : موقفها، (وهو مصدر أجريت، وأرسيت: حبست) أي: بأمر الله إجراؤها وإرساؤها. (ويقرأ: مرساها من رست هي، و(مجراها) من جرت هي، ومجريها ومرسيها: من فعل بها. راسيات : ثابتات)

قلت: الفتح قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم . والباقون بالضم. واتفقوا على الضم في ومرساها . وقرأ الحسن وغيره بفتحها. وقرئ أيضا في الشواذ مجرايها ومرسايها بإبدال الألف ياء فيهما. وقرئ -فيما حكاه الثعلبي - مجاراها بضم الميم. قال الزجاج : إنما قرأ (مجراها) بالفتح، فالمعنى: بالله جريها، (ومرساها) المعنى: وبالله يقع إرساؤها. ومن قرأ بالضم فيهما فالمعنى: بالله إجراؤها وبالله إرساؤها. يقال: أجريته فجرى وأجري بمعنى، ومن قال بالفتح فهو من جرت جريا ومجرى، ورست رسوا ومرسا. والمرسا: المستقر، والمعنى: أن الله أمرهم أن يسموا في وقت جريها واستقرارها. و(مجراها) موضع خفض على الصفة، ويجوز بالياء (…) وإن لم تقرأ على […]، أي: مجريا ومرسا أو على المدح، ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو مجريها ومرسيها.

[ ص: 466 ] قال ابن عباس : تجري باسم الله وترسي باسم الله، وقال: كان إذا أراد أن يدعو قال: باسم الله، فرست وإذا أراد أن تجري قال: باسم الله، فجرت. وفي الحديث من طريق ابن عباس رضي الله عنهما: "أمان لأمتي إذا هم ركبوا السفن أو البحر أن يقولوا: سبحان الملك ما قدروا الله حق قدره إلى آخر الآيات [الزمر: 67]، بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ".

التالي السابق


الخدمات العلمية