التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4439 [ ص: 547 ] 9 - باب: قوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [الإسراء: 60]

4716 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس [الإسراء: 60] قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به والشجرة الملعونة [الإسراء: 60]: شجرة الزقوم. [انظر: 3888 - فتح: 8 \ 398]


حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به والشجرة الملعونة في القرآن : شجرة الزقوم.

زاد سعيد بن منصور بإسناده: وليست رؤيا منام، وقيل: إنما فتن الناس بالرؤيا والشجرة؛ لأن جماعة ارتدوا وقالوا: كيف يسرى به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة، وقالوا لما نزلت شجرت الزقوم طعام الأثيم [الدخان: 43]: كيف تكون في النار شجرة فإنها تأكلها النار، فكانت فتنة لهم، ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة .

فإن قلت: وأين ذكر الله في القرآن لعنها، قلت: قد لعن آكلها والعرب تقول: فكل طعام مكروه ملعون، وهذه الشجرة هي الزقوم كما سلف قيل: هي شجرة غبراء مرة قبيحة الرءوس حكاه ابن المديني.

[ ص: 548 ] وقيل: هو فعول وهو (الزقم) وهو اللقم الشديد والشرب المفرط، وقيل: من الزقم (وهي) القيء، وفي لغة اليمن كل طعام يتقيأ منه يقال له: زقوم، وقال ثعلب: كل طعام يقتل، والزقم: الطاعون. وحكي في "غرر التبيان" فيه ثلاثة أقوال: شجرة الكشوث تلتوي على الشجر فتجففه، الشيطان: أبو جهل.

وروى ابن مردويه من حديث عبد الرزاق عن أبيه عن مناء مولى عبد الرحمن بن عوف أن عائشة رضي الله عنها قالت لمروان: أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ولأبيك ولجدك: "إنكم الشجرة الملعونة في القرآن"، ومن حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكر الله الزقوم في القرآن قال أبو جهل: هل تدرون ما الزقوم؟ هو التمر بالزبد، أما والله لئن أمكننا الله بها لتزقمناها تزقما فنزلت: والشجرة الملعونة في القرآن الآية. وعند مقاتل : قال عبد الله بن الزبعرى: إن الزقوم بلسان البربر الزبد. فقال أبو جهل: يا جارية ابغينا تمرا وزبدا وقال لقريش: تزقموا من هذا الزقوم.

[ ص: 549 ] وعند ابن سيده : لما نزلت آية الزقوم لم تعرفه قريش، فقال أبو جهل: إن هذا ليس ينبت ببلادنا فمن منكم يعرفه؟ فقال رجل قدم عليهم من إفريقية: إن الزقوم بلغة إفريقية الزبد بالتمر.

التالي السابق


الخدمات العلمية