التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4446 4723 - حدثني طلق بن غنام، حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أنزل ذلك في الدعاء. [6327، 7526 - مسلم: 447 - فتح: 8 \ 405]


ذكر فيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم: ولا تجهر بصلاتك [الإسراء: 110] أي: بقراءتك، فيسمع المشركون، فيسبوا القرآن، ولا تخافت بها [الإسراء: 110] عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا [الإسراء: 110].

ويأتي في التوحيد، وأخرجه مسلم أيضا والنسائي والترمذي .

ثم ذكر عن عائشة رضي الله عنها ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قالت: أنزل ذلك في الدعاء.

[ ص: 566 ] أي: فسمت عائشة الصلاة دعاء، قال ابن التين: ولا يكاد يقع ذلك للقراءة، فيقال: إنما قيل صلاة؛ لأنها لا تكون إلا بدعاء، والدعاء صلاة. قلت: لكن أصلها الدعاء.

وذكر الواحدي في حديث عائشة - رضي الله عنها - كان أعرابي يجهر فيقول: التحيات لله، والصلوات والطيبات، يرفع بها صوته؛ فنزلت هذه الآية، وقال عبد الله بن شداد : كان أعراب بني تميم إذا سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته قالوا: اللهم ارزقنا مالا وولدا، ويجهرون؛ فنزلت. وروى ابن مردويه من حديث أشعث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في الدعاء. وعن أبي [السمح] دراج عن أنصاري له صحبة مرفوعا: أنها نزلت في الدعاء. وعن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها نزلت في الدعاء والمسألة.

ورجح النووي رواية ابن عباس ، وقال: إنه الأولى والمختار، وقد علمت أنه روي عنه كمقالة عائشة رضي الله عنها.

التالي السابق


الخدمات العلمية