صفحة جزء
[ ص: 73 ] ( 26 ) ومن سورة الشعراء

وقال مجاهد: تعبثون تبنون هضيم يتفتت إذا مس مسحرين المسحورين. ( ليكة ) والأيكة جمع أيكة، وهي جمع شجر يوم الظلة إظلال العذاب إياهم موزون معلوم كالطود الجبل. الشرذمة طائفة قليلة في الساجدين المصلين. قال ابن عباس لعلكم تخلدون كأنكم. الريع الأيفاع من الأرض وجمعه ريعة وأرياع، واحد الريعة مصانع كل بناء فهو مصنعة ( فارهين )

مرحين، فارهين بمعناه ويقال فارهين حاذقين تعثوا أشد الفساد عاث يعيث عيثا. والجبلة الخلق، جبل خلق، ومنه جبلا وجبلا وجبلا، يعني الخلق. قاله ابن عباس.


هي مكية [ إلا] إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا [ الشعراء: 227] وقرئ: ( بمثل ما ظلموا ).

[ ص: 74 ] أنزلت في حسان وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك شعراء الأنصار، قاله كعب بن زهير ، والمراد بقوله: والشعراء يتبعهم الغاوون شعراء المشركين أمية بن أبي الصلت والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، وقال مقاتل : فيها من المدني والشعراء يتبعهم الغاوون ، وقوله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل قال السخاوي : ونزلت بعد الواقعة وقبل النمل.

( ص ) ( وقال مجاهد : تعبثون : تبنون ) أسنده ابن المنذر من حديث ابن أبي نجيح عنه.

( ص ) ( بكل ريع : فج تعبثون : تبنون ) بنيانا.

( ص ) ( هضيم يتفتت إذا ( يبس ) ) هو قول مجاهد أيضا. وقيل: هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر.

( ص ) ( وقال ابن عباس لعلكم تخلدون : كأنكم ) أسنده ابن المنذر من حديث معاوية عن علي عنه، و ( لعل ) يأتي في الكلام بمعنى ( كأن ) لقوله تعالى: فلعلك باخع نفسك [ الشعراء: 3].

( ص ) ( المسحرين : المسحورين ) أي: من سحر مرة بعد مرة.

[ ص: 75 ] وأخرجه ابن المنذر أيضا عنه. وعن ابن عباس أيضا: من المخلوقين المعللين بالطعام والشراب، قال الفراء : أي: إنك تأكل الطعام والشراب وتسحر به، أي: علله بالطعام والشراب، والمعنى: لست بملك ولا رسول إنما أنت بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء.

( ص ) ( الليكة والأيكة جمع أيك، وهي جماعة الشجر ) أخرجه ابن المنذر أيضا كما سلف عن ابن عباس .

وهي شجرة المقل، وكان أكثر شجر ( الروم )، وقال مجاهد : الغيضة من الشجر الملتف.

( ص ) ( يوم الظلة إظلال العذاب عليهم ) قلت: ومعنى الظلة هنا: السحاب التي قد أظلتهم.

( ص ) ( في الساجدين : المصلين ) أي: منفردا وجماعة، وعن ابن عباس : في أصلاب الموحدين.

( ص ) ( وقال ابن عباس موزون : معلوم ) أخرجه ابن المنذر أيضا، وموضع هذا في الحجر.

( ص ) ( كالطود : كالجبل ) أي: العظيم.

[ ص: 76 ] ( ص ) ( لشرذمة : طائفة قليلة ) وروي عن ابن عباس : أتبعه فرعون في ألفي حصان سوى الإناث، وكان موسى في ستمائة ألف من بني إسرائيل، فقال فرعون: إن هؤلاء لشرذمة قليلون وروي عن عبد الله كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا.

( ص ) ( الريع: الأيفاع من الأرض، وجمعه: ريعة وأرياع، واحدها: ريعة ) كذا صرح أهل اللغة أن الريع ما ارتفع من الأرض جمع ريعة، وقال المفسرون: هو الطريق. وقيل: الفج، وقيل: الجبل، حكاه الجوهري.

قال: والواحد: ريعة، والجمع: رياع.

وقوله: ( وجمعه: ريعة ) هو بكسر الراء وفتح الياء، كقرد وقردة.

وقوله: ( وأرياع: واحدها رياعة ) . الذي ذكر بعض المفسرين أن جمع ريعة: أرياع وريعة بفتح الياء، وأن ريعا جمع ريعة بسكون الياء كعهنة وعهن.

( ص ) ( مصانع كل بناء فهو مصنعة ) قلت: وقال سفيان : هي مصانع للماء، وقال مجاهد : قصورا وحصونا، وعنه: بروجا للحمام عبثا.

( ص ) ( ( فارهين ) فرحين ) انتهى والهاء مبدلة من الحاء ; لأنها من [ ص: 77 ] حروف الحلق، وفارهين بمعناه، وهو قول أبي عبيدة وقال: فارهين: حاذقين أي: بنحتها. من قولهم: فره الرجل فهو فاره.

( ص ) ( تعثوا هو أشد الفساد، عاث يعيث عيثا ).

( ص ) ( والجبلة: الخلق، جبل: خلق، ومنه جبلا وجبلا وجبلا، بمعنى: الخلق ) أي: الأمم المتقدمين قبلهم، وزاد غيره: جبلا ويجوز جبلا وجبلا فهذه سبعة أوجه قرئ بخمسة منها.

التالي السابق


الخدمات العلمية