التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4771 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل الله وأنذر عشيرتك الأقربين [ الشعراء: 214] قال: "يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله، لا أغني عنك من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا". تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب. [ انظر: 2753 - مسلم: 206 - فتح: 8 \ 501]


[ ص: 80 ] ذكر فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين [ الشعراء: 214] صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فجعل ينادي: "يا بني فهر، يا بني عدي ". لبطون قريش. . الحديث.

ثم ساقه بعد عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أيضا.

وقال في آخره: تابعه أصبغ ، عن ابن وهب ، عن يونس، عن ابن شهاب ، عنه.

قد سلف في أحاديث الأنبياء في باب: من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، حديث ابن عباس وأبي هريرة ، وفي قول أبي لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: تبت يدا أبي لهب [ المسد: 1] صريح في نزولها فيه، وقد ساقه كذلك في تفسير سورة تبت.

وفيه: تكنية الكافر، وحكى النووي فيه خلافا للعلماء، وأن بعضهم قال: إنما يجوز من ذلك ما يكون على جهة التألف، وإلا فلا، إذ في الكنية نوع تعظيم.

وقوله في الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين هم بنو عبد مناف، وقيل: بنو عبد المطلب وكانوا أربعين رجلا، وقيل: هم قريش، وبه جزم ابن التين، والقربى في الخمس بنو هاشم وبنو المطلب عند الشافعي ، [ ص: 81 ] وقال الداودي : وبنو هاشم وقربى دون قربى. وقيل: إنما هو الأقرب من العشيرة. وفي آية الخمس القربى [ الأنفال: 41] دون ذكر عشيرة. وقال الإسماعيلي لما ذكر هذين الحديثين: هما مرسلان ; لأن هذه الآية نزلت بمكة وابن عباس كان صغيرا وأبو هريرة لم يكن حينئذ مسلما.

التالي السابق


الخدمات العلمية