التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4509 [ ص: 121 ] 6 - باب: قوله: وتخفي في نفسك ما الله مبديه الآية [ الأحزاب: 37]

4787 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا معلى بن منصور، عن حماد بن زيد، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن هذه الآية وتخفي في نفسك ما الله مبديه [ الأحزاب: 37] نزلت في شأن زينب ابنة جحش وزيد بن حارثة. [7420 - فتح: 8 \ 523]


ذكر فيه حديث أنس - رضي الله عنه - أن هذه الآية نزلت في شأن زينب بنت جحش وزيد بن حارثة .

هذه القصة قد ساقها بعد مطولة من حديث أنس أيضا. قال أنس - رضي الله عنه -: لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه الآية.

قال قتادة : كان - عليه السلام - يحب أن يطلقها فيكره أن يقول له: طلقها، فيسمع الناس بذلك فيفتنوا، وسئل الحسن عن هذه الآية فقال: أعلم الله نبيه أن زيدا يطلق زينب ثم تتزوجها بعد. وأخرجه النسائي والترمذي وقال: صحيح.

قال القاضي عياض: وأصح ما فيه ما حكي عن علي بن الحسين أن الله قد أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه، فلما شكاها إليه زيد قال له: "أمسك عليك زوجك" وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها، ما الله مبديه ومظهره من أمر التزويج وطلاق زيد، ثم أوضح ذلك.

[ ص: 122 ] ومن خصائصه عليه أفضل الصلاة والسلام أنه إذا رغب في نكاح امرأة، فإن كانت خلية فعليها الإجابة على الأصح، وحرم على غيره خطبتها، وإن كانت ذات زوج وجب على زوجها طلاقها لينكحها على الصحيح كما أوضحت ذلك في "الخصائص".

فائدة:

جاء في زواجه بزينب أنه أشبع الناس خبزا ولحما، وجاء أنه أولم بشاة، وجاء أنه أشبعهم من الحيس الذي أرسلته أم سليم في تور. قال القاضي عياض: وهو وهم من بعض الرواة ركب قصة على أخرى.

قلت: ولم لا يجوز أن يكون المجموع وقع فأخبر كل عما شاهده بعد انصراف الأولين.

التالي السابق


الخدمات العلمية