صفحة جزء
[ ص: 160 ] ( 37 ) ومن سورة الصافات

وقال مجاهد: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد : من كل مكان ويقذفون من كل جانب : يرمون واصب : دائم، لازب: لازم تأتوننا عن اليمين يعني: الحق الكفار تقوله للشيطان غول : وجع بطن ينزفون : تذهب عقولهم قرين : شيطان يهرعون : كهيئة الهرولة يزفون : النسلان في المشي وبين الجنة نسبا قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن، وقال الله تعالى: ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون : ستحضر للحساب. وقال ابن عباس: لنحن الصافون : الملائكة صراط الجحيم : سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبا : يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورا : مطرودا بيض مكنون : اللؤلؤ المكنون وتركنا عليه في الآخرين : يذكر بخير يستسخرون : يسخرون بعلا : ربا. الأسباب : السماء.


هي مكية، وعن عبد الرحمن بن زيد : إلا: قال قائل منهم إني كان لي قرين إلى آخر القصة.

ونزلت بعد الأنعام وقبل لقمان، كما قاله السخاوي .

( ص ) ( قال مجاهد : ويقذفون من كل جانب دحورا : يرمون ) أي: من كل جانب من آفاق السماء.

[ ص: 161 ] ( ص ) ( واصب ): دائم ) قلت: ونظيره: وله الدين واصبا [ النحل: 52]. وقال ابن عباس : شديد. وقال الكلبي : موجع.

( ص ) ( لازب : لازم ) أي: بإبدال الميم باء، كأنه يلزم اليد، واللازب: الحد الحر يلصق ويعلق باليد، وقال السدي : خالص، وقال مجاهد والضحاك : منتن.

( ص ) ( تأتوننا عن اليمين الكفار تقوله للشياطين ) أخرجه عنه مجاهد ، وقال قتادة : هو قول الإنس للجن، أي: تصدونا عن طريق الجنة، وقيل: هو قول التابعين للمتبوعين.

( ص ) ( غول وجع بطن ) هو قول قتادة وقال الكلبي : إثم، نظيره لا لغو فيها ولا تأثيم وقال الحسن: صداع.

وقيل: ما يذهب عقولهم. وقيل: ما يكره.

( ص ) ( ينزفون لا تذهب عقولهم ). قلت: على قراءة كسر الزاي ومن قرأ بفتحها: لا ينفد شرابهم.

( ص ) ( ( قرين ): شيطان ) هو قول مجاهد ، وقال غيره: كاذبين الألسن.

[ ص: 162 ] قال مقاتل : كانا أخوين -وقال غيره: كانا شريكين- أحدهما خطروس -وهو الكافر- والآخر يهوذا -وهو المؤمن- وهما اللذان قص الله خبرهما في سورة الكهف.

( ص ) ( يهرعون : كهيئة الهرولة ) أي: من الإسراع.

( ص ) ( يزفون : النسلان في المشي ) وهذا أسلفه في أحاديث الأنبياء، وقال الحسن ومجاهد : يسرعون زفيف النعام، وهو حال بين المشي والطيران، وقال الضحاك : يسعون، وقرأ حمزة بضم أوله، وهما لغتان.

( ص ) ( وبين الجنة نسبا قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات الجن، وقال الله تعالى: ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون : ستحضر للحساب ) قلت: وهذا قول مجاهد ، وقال قتادة : جعلوا الملائكة بنات. وسموا جنا لاختفائهم عن الأبصار، وقال ابن عباس : هم من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس. وقال الحسن: أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه.

( ص ) ( وقال ابن عباس : الصافون : الملائكة ) هذا أخرجه ابن جرير ، عنه بزيادة: صافون تسبح لله. وعن السدي : الصلاة.

[ ص: 163 ] ( ص ) ( صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم ) قلت: والصراط: الطريق، أي: طريق النار.

( ص ) ( لشوبا : يخلط طعامهم ويساط بالحميم ) أي: وهو الماء الحار الشديد.

( ص ) ( مدحورا مطرودا ) قلت: ذلك في الأعراف، وأما هنا فلفظه: دحورا أي: يبعدونهم عن مجالس الملائكة، والطرد: الإبعاد.

( ص ) ( بيض مكنون : اللؤلؤ المصون ) أي: في الصفاء واللين، جمع بيضة.

( ص ) ( وتركنا عليه في الآخرين : يذكر بخير ) أسلفه في أحاديث الأنبياء عن ابن عباس ، أي: أثنينا له ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعده من الأنبياء والأمم.

( ص ) ( يستسخرون : يسخرون ) قلت: وقيل: يستدعي بعضهم بعضا إلى أن يسخر.

( ص ) ( بعلا : ربا ) قلت: وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه ; ولذلك سميت مدينتهم بعلبك.

التالي السابق


الخدمات العلمية