التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4531 [ ص: 171 ] [ باب] قوله: وما أنا من المتكلفين [ ص: 86]

4809 - حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود، قال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، قال الله -عز وجل- لنبيه - صلى الله عليه وسلم - قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين [ ص: 86] وسأحدثكم عن الدخان إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا قريشا إلى الإسلام فأبطئوا عليه فقال: " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف"، فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجلود، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع، قال الله -عز وجل-: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم [ الدخان: 11، 10] قال: فدعوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون [ الدخان: 12 - 15] أفيكشف العذاب يوم القيامة؟ قال: فكشف، ثم عادوا في كفرهم، فأخذهم الله يوم بدر، قال الله تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون . [ الدخان: 16].


ذكر فيه حديث مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فقال: يا أيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، الحديث بطوله، وقد سلف قريبا.

[ ص: 172 ] ومعنى قوله: ( فليقل: الله أعلم )، أي: يبين أنه لا يعلمه، وقد سأل عمر - رضي الله عنه - يوما [ قوما] من الصحابة عن شيء، فقال بعضهم: الله أعلم، فقال عمر - رضي الله عنه -: إن علم أحدكم فليقل بما يعلم، وإلا فليقل: لا أعلم، وإنما كره ذلك أن يقال على وجه الامتناع من القول من غير أن يريد أنه لا يعلم.

وقوله: ( فحصت كل شيء ) أي: أذهبت نباتها وخيرها بالجدب، يقال: سنة حصاء إذا كانت جرداء لا خير فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية