التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4533 [ ص: 179 ] 2 - باب: قوله: وما قدروا الله حق قدره [ الزمر: 67]

4811 - حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون . [ الزمر ; 67]. [ 7414، 7415، 7451،7513 - مسلم:2786 - فتح: 8 \ 550]


ذكر فيه حديث عبيدة، عن عبد الله - رضي الله عنه -، قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إن الله يجعل السماوات على إصبع. . الحديث.

وفي آخره: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ
وما قدروا الله حق قدره [ الزمر: 67].


ويأتي في التوحيد، وأخرجه أيضا مسلم والترمذي والنسائي .

والحبر بفتح الحاء ويجوز كسرها: العالم، والجمع أحبار، وما يكتب به بالكسر.

وظاهر الحديث أنه - عليه السلام - صدق الحبر، دليله قراءته الآية المشيرة لنحو ما قال. وقال بعض المتكلمين: ليس ضحكه وتلاوته الآية تصديقا، بل هو رد لقوله، وإنكار تعجب من سوء اعتقاده فإن مذهب [ ص: 180 ] اليهود التجسيم، وقوله: ( تصديقا له ) . إنما هو من كلام الراوي وفهمه، والأول أظهر كما قاله النووي.

وهذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيها مذهبان مشهوران: التأويل والإمساك عنه مع الإيمان بها مع الاعتقاد أن الظاهر غير مراد، فعلى الأول الإصبع هنا: القدرة، أي: خلقها مع عظمها بلا تعب ولا ملل، وذكره هنا للمبالغة، ويحتمل -كما قاله ابن فورك - أن يكون المراد به هنا أصابع بعض مخلوقاته، وهو غير ممتنع، وكذا قال محمد بن شجاع الثلجي: يحتمل أن يكون خلق من خلقه يوافق اسمه اسم الإصبع، وما ورد في بعض الروايات من أصابع الرحمن يتأول على القدرة والملك.

وضحكه - عليه السلام - حتى بدت نواجذه لا ينافي كون ضحكه تبسما، فإن النواجذ -كما قال الأصمعي : هي الأضراس كلها، أي: الأنياب لا أقصى الأسنان، وهي ضرس الحلم، كما قال بعضهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية