التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4550 [ ص: 233 ] [ باب] قوله: والذي قال لوالديه أف لكما الآية [ الأحقاف: 17]

4827 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية ; لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه. فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني [ الأحقاف: 17]. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري. [ فتح: 8 \ 576].


ذكر فيه حديث يوسف بن ماهك ، قال: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية ، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية ; لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه. فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه فقال مروان : إن هذا الذي أنزل الله فيه والذي قال لوالديه أف لكما [ الأحقاف: 17]. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل فينا شيء من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري.

أوضح هذا الإسماعيلي، فروى أن معاوية أراد أن يستخلف يزيد، فكتب إلى مروان ، وكان على المدينة، فجمع مروان الناس فخطبهم وقال: إن أمير المؤمنين قد رأى رأيا حسنا في يزيد، ودعا إلى بيعة يزيد، فقال عبد الرحمن : ما هي إلا هرقلية، إن أبا بكر والله لم يجعلها في أحد من ولده، ولا من أهل ( بلده ) ولا من أهل بيته.

[ ص: 234 ] فقال مروان : ألست الذي قال الله فيه: والذي قال لوالديه أف لكما ؟ فقال عبد الرحمن : ألست ابن اللعين الذي لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فسمعتنا عائشة فقالت: يا مروان أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا والله ما أنزلت إلا في فلان بن فلان الفلاني، وفي لفظ: لو شئت أن أسميه سميته، ولعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان فضض، أي: قطعة من لعنة الله، فنزل مروان مسرعا حتى أتى باب عائشة، فجعل يكلمها وتكلمه، ثم انصرف.

وفي لفظ: فقالت عائشة: كذب والله، ما نزلت فيه. ويبين ما أوردناه الشيء الذي قاله عبد الرحمن لمروان، وذكره أيضا ابن التين فقال: الذي ذكر أنه قال له: أهرقلية؟ بيننا وبينكم ثلاث سبقن: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي أهله من لو جعل الأمر إليه لكان أهلا لذلك، فلم يفعل، وتوفي أبو بكر وفي أهله من لو جعل الأمر إليه لكان أهلا، وكذلك عمر .

وقولها: ( ما أنزل فينا شيئا من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري ) تريد: في ( بني ) أبي بكر ، وأما أبو بكر فنزل فيه: ثاني اثنين [ التوبة: 40] وقال: محمد رسول الله والذين معه [ الفتح: 29] وقال: والسابقون الأولون [ التوبة: 100] في آي كثيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية