التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4557 4837 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن يحيى، أخبرنا حيوة، عن أبي الأسود سمع عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟". فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام، فقرأ ثم ركع. [ انظر:1118 - مسلم: 731،2820 - فتح: 8 \ 584]


ذكر فيه حديث زياد -هو ابن علاقة- أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر!! قال: "أفلا أكون عبدا شكورا"؟

وحديث أبي الأسود -وهو محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة - سمع عروة ، عن عائشة رضي الله عنها أنه - عليه السلام - كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله. . الحديث، وقال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟ ". فلما كثر لحمه صلى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام، فقرأ ثم ركع.

سلفا في قيام الليل، وتورمت نحو تتفطر في الباب، يقال: ورم يرم [ ص: 254 ] إذا ربا، وهو فعل يفعل، نادر، شاذ، وأنكر الداودي قوله: ( فلما كثر لحمه صلى جالسا )، وقال: إنما في الحديث: فلما بدن، يعني: كبر، وهذا في رسم الخط يقع على أخذ اللحم وعلى الكبر، فرواه بعضهم على ما يحتمل من التأويل، ونقل غيره: لما كبر وسمن مثل ما هنا ومن صفاته أنه لما كبر سمن. وقال ابن الجوزي : لم يصفه أحد بالسمن أصلا، ولقد مات وما شبع من خبز الخمير في يوم مرتين، وأحسب أن بعض الرواة روى قولها: ( بدن ) ظنه كثر لحمه، وأن قوما ظنوا ذلك، وليس كذلك. فإن أبا عبيد قال: بدن الرجل يبدن: إذا أسن، فيحتمل أن يكون المعنى: لما ثقل عليه حمل لحمه وإن كان قليلا طعن في السن.

فائدة:

صلاته - صلى الله عليه وسلم - جالسا كصلاته قائما -كما ثبت في "صحيح مسلم " من حديث عبد الله بن عمرو .

وفي الحديث: الأخذ بالشدة في العبادة وإن أضر ذلك بدنه، وذلك له حلال مع جواز أخذه بالرخصة، ألا ترى إلى قوله: "أفلا أكون عبدا شكورا" نبه على ذلك المهلب.

وفيه أيضا أن لمطيق القيام أن يجلس، فإنه يجلس في بعض الركعة [ ص: 255 ] ويقوم في بعضها، ومذهب ابن القاسم أن من ابتدأ قائما له الجلوس، وخالفه أشهب.

وفي الآية المذكورة أقوال للمفسرين:

منها: أن المراد بذلك أمته، أو لو وقع ذلك لغفر.

ومنها: قول مجاهد : ما قبل الرسالة وما بعدها.

ومنها: قول الطبري : المتقدم: قوله يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض أبدا". فأوحي إليه: من أين تعلم ذلك، والمتأخر: رميه بالحصى يوم حنين وقال: "لو لم أرمهم لم ينهزموا". فنزلت: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى [ الأنفال: 17].

التالي السابق


الخدمات العلمية