التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4574 [ ص: 302 ] 1 - باب:

4855 - حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، عن مسروق قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها -: يا أمتاه، هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه؟ فقالت: لقد قف شعري مما قلت، أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب؟! من حدثك أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه فقد كذب. ثم قرأت لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير [ الأنعام: 103]. وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب [ الشورى: 51] ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت وما تدري نفس ماذا تكسب غدا [ لقمان: 34] ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية [ المائدة: 67]، ولكنه رأى جبريل - عليه السلام - في صورته مرتين. [ انظر: 3234 - مسلم: 177 - فتح: 8 \ 606]


ثم ساق البخاري حديث عائشة رضي الله عنها في الرؤية، وقد سلف، وشيخه فيه حدثنا يحيى -هو ابن موسى الحداني- كما نسبه ابن السكن ، فيما حكاه الجياني.

وقولها: ( قف شعري ) أي: اقشعر حين قام ما عليه من الشعر.

وقول مسروق لعائشة: ( يا أمتاه ) هو نداء كقوله: يا أباه عند الريف، وإذا وصلوا قيل: يا أبة كـ يا أبت افعل ما تؤمر وإذا فتحوا للندبة قالوا: يا أبتاه والهاء للوقف، ولا يقولون: يا أبتي، ولا يا أمتي، زعما أن الهاء بمنزلة قولهم: رجل يفعة، وغلام يفعة، واحتجاج عائشة رضي الله عنها بالآيتين تريد نفي الرؤية في الدنيا وهو مذهبها، والجمهور على أنه رآه بعيني رأسه. والمراد بالإدراك الإحاطة.

[ ص: 303 ] وقولها: ( ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين ) الجمهور على أن المراد: ولقد رآه -يعني: ربه وجبريل- والأول قول الحسن، والثاني قول الجماعة كما نقله عنهم ابن التين. قال: ويدل على صحته حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - الآتي أنه رأى جبريل له ستمائة جناح. زاد غير البخاري : يتناثر من ريشه الدر والياقوت.

التالي السابق


الخدمات العلمية