التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 357 ] ( 57 ) سورة الحديد

قال مجاهد: جعلكم مستخلفين : معمرين فيه. من الظلمات إلى النور : من الضلالة إلى الهدى. ومنافع للناس جنة وسلاح. مولاكم : أولى بكم. لئلا يعلم أهل الكتاب : ليعلم أهل الكتاب. يقال: الظاهر على كل شيء علما والباطن على كل شيء علما. انظرونا : انتظرونا.


وهي مدنية خلافا للسدي. وقال الكلبي : فيها مكي ومدني. قلت: لأن فيها ذكر المنافقين، ولم يكن النفاق إلا بالمدينة، وفيها أيضا: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح الآية: ولم تنزل إلا بعد الفتح ولا مال إلا بعد الهجرة، وأولها مكي ، فإن عمر قرأها في بيت أخته قبل إسلامه كما رواه زيد بن أسلم عن أبيه. وصحح أبو العباس أن أولها مكي إلى قوله: آمنوا بالله ورسوله ومن قوله: وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله إلى آخر السورة مدني. قال السخاوي : نزلت بعد الزلزلة وبعد سورة محمد.

( ص ) ( قال مجاهد : جعلكم مستخلفين : معمرين فيه. من الظلمات إلى النور : من الضلالة إلى الهدى. ومنافع للناس : جنة وسلاح ) أخرجه عبد بن حميد ، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي [ ص: 358 ] نجيح عنه بزيادة: بالرزق.

( ص ) ( مولاكم : أولى بكم ) قلت: التلاوة هي أي: هي صاحبتكم وأولى بكم وأحق أن تكون مسكنا لكم.

( ص ) ( لئلا يعلم أهل الكتاب : ليعلم أهل الكتاب ) قلت: وقرأ سعيد بن جبير : ( لكي لا يعلم أهل الكتاب ).

( ص ) ( يقال: الظاهر على كل شيء علما، والباطن على كل شيء علما ) كذا وقع: كل شيء، ولعله: بكل شيء، وفيه أقوال أخر بنحوه.

( ص ) ( انظرونا : انتظرونا ) قلت: وقرئ بفتح الهمزة. أي: أخرونا. وأكثر النحويين لا يجيزونه ; لأن التأخير لا معنى له في الآية. وقيل: معناه: اصبروا علينا.

التالي السابق


الخدمات العلمية