التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 499 ] ( 81 ) سورة إذا الشمس كورت

انكدرت : انتثرت. وقال الحسن: سجرت : ذهب ماؤها فلا يبقى قطرة. وقال مجاهد: المسجور المملوء. وقال غيره: سجرت أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا، والخنس تخنس في مجراها ترجع، وتكنس: تستتر، كما تكنس الظباء. تنفس : ارتفع النهار. والظنين المتهم والضنين يضن به. وقال عمر وإذا النفوس زوجت يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم . عسعس أدبر.


هي مكية.

( ص ) ( انكدرت : انتثرت ) أي: من السماء فتساقطت على الأرض.

( ص ) ( قال الحسن: سجرت : ذهب ماؤها فلا يبقى منه قطرة ) أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج، ثنا إسماعيل بن علية، عن أبي رجاء ، عنه.

( ص ) ( وقال مجاهد : المسجور : المملوء ) أخرجه أيضا عن الحسين بن السكن البصري، ثنا سهل بن بكار، ثنا أبو عوانة ، عن جابر ، عنه.

[ ص: 500 ] وعن الحسن بن مسلم قال: سجرت أوقدت. وقرأ الحسن وأهل مكة والبصرة بالتخفيف والباقون بالتشديد.

ثم قال البخاري : ( وقال غيره سجرت أفضى بعضها إلى بعض، فصارت بحرا واحدا )

قلت: هو قول مقاتل والضحاك ، وحكاه الثعلبي عن مجاهد . وقال الحسن: ذهب ماؤها فلم يبق منها قطرة.

( ص ) ( الخنس: تخنس في مجراها ترجع وتكنس تستتر -أي: نهارا كما تكنس الظباء ) قلت: وهي الكواكب الخمسة السيارة زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد، وقيل: جميع الكواكب تخنس نهارا وتكنس ليلا. وقيل: هي بقر الوحش إذا رأت الإنس تخنس وتدخل كناسها.

( ص ) ( تنفس : ارتفع ) أي: وامتد، وقيل: أقبل وأضاء وبدا أوله.

( ص ) ( والظنين: المتهم، والضنين: يضن به ) أي: يبخل به، يقال: ضننت بالشيء أضن به ضنينا وضنانة على وزن عملت. قال ابن فارس : ضننت أضن لغة.

[ ص: 501 ] قلت: وهما قراءتان -أعني: بالظاء والضاد- بمعنيين.

( ص ) ( وقال عمر : النفوس زوجت يزوج نظيره من أهل الجنة والنار، ثم قرأ احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أخرجه عبد بن حميد عن أبي نعيم، ثنا سفيان ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، عنه. وفي لفظ: الفاجر مع الفاجرة والصالح مع الصالحة.

وقال الضحاك : زوجت الأرواح للأجساد. قال عكرمة : أي: ترد إليها. وقال الكلبي : زوج المؤمن الحور العين، والكافر الشيطان.

وقال الربيع بن خثيم : يجيء المرء مع صاحب عمله يزوج الرجل بنظيره من أهل الجنة، وبنظيره من أهل النار.

وقال الحسن: ألحق كل امرئ بشيعته. وقال عكرمة : يحشر الزاني مع الزانية، والمحسن مع المحسنة.

( ص ) ( عسعس : أدبر ) أخرجه ابن جرير عن ابن عباس . وعن قتادة والضحاك وعلي غيره، وقال مجاهد : إقباله وإدباره. وقال ابن زيد : عسعس: ولى وسعسع من ههنا، وأشار إلى المشرق إطلاع الفجر. وقال الحسن: عسعس: أقبل بظلامه. وعنه: إذا غشي الناس. وقيل: دنا من أوله وأظلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية