التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 522 ] ( 88 ) سورة هل أتاك حديث الغاشية

وقال ابن عباس: عاملة ناصبة : النصارى. وقال مجاهد: عين آنية : بلغ إناها وحان شربها. حميم آن : بلغ إناه. لا تسمع فيها لاغية : شتما. الضريع: نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم. بمصيطر : بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين. وقال ابن عباس: إيابهم مرجعهم.


هي مكية، وقال ابن عباس : إن الغاشية من أسماء يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير هي غاشية النار و ( هل ) بمعنى ( قد ) في جميع القرآن، قاله مقاتل .

( ص ) ( قال ابن عباس : عاملة ناصبة : النصارى ) حكاه الثعلبي عنه من رواية أبي الضحى : هم الرهبان وأصحاب الصوامع، قال: وهو قول سعيد بن جبير وزيد بن أسلم ، نعم في "تفسيره" رواية ابن أبي زياد الشامي من قال: إنهم الرهبان فقد كذب، وفي رواية الضحاك عنه: عاملة لغير الله، ناصبة في النار، ولا يغير عنها العذاب طرفة عين.

وعند الطبري عنه: يعمل وينصب في النار.

( ص ) ( وقال مجاهد : [ عين آنية ]، بلغ إناها وحان شربها [ ص: 523 ] حميم آن بلغ إناه أخرجه عبد، عن شبابة، عن ورقاء، عن أبي نجيح عنه.

( ص ) ( الضريع نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم ) قول الفراء وفيه أقوال أخر، قال عكرمة : هي شجرة ذات شوك رطبة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج البرد سموها الضريع، وقيل: الحجارة، وقيل: السلى، وقال قتادة : هو العشرق، وقيل: الزقوم.

وقال أبو عبيدة : هو عند العرب الشبرق من الشجر وهو الخل والخلة إذا كان رطبا، وزعموا أن بحر المغرب يقذف كل سنة ورقا لا ينتفع به وهو الضريع، وقيل: واد في جهنم، وقيل: من الضارع وهو الدليل، فإن قلت: قد قال تعالى: ولا طعام إلا من غسلين قلت: هو من الضريع أو المعنى: ولا طعام ينتفع به.

[ ص: 524 ] ( ص ) ( لا تسمع فيها لاغية : ( شتما ) " أخرجه ابن جرير عن مجاهد ، وقال ابن عباس : أذى ولا باطلا، وقد سلف كما رأيت، و تسمع بالتاء والياء، قراءتان، وفي الأول الفتح والضم.

( ص ) ( بمصيطر : بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين ) قلت: هما في السبعة، ويقرأ بالإشمام أيضا، ومسيطر مأخوذ من السطر، لأن معنى السطر ألا يتجاوز. وأسنده أبو عبيد عن أبي بكر بن عياش ، ثنا يحيى بن آدم ، قلت لأبي بكر : كيف قرأ عاصم ؟ قال: بالصاد وفسرها أبو بكر بمسلط. وقال ابن عباس : مختار.

وقال ابن زيد -فيما ذكره ابن جرير -: فتكرههم على الإيمان، ثم نسخت بآية السيف، والذكرى باقية.

[ ص: 525 ] ( ص ) ( وقال ابن عباس : إيابهم : مرجعهم ) ذكره في "تفسيره" من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي، ورواه جويبر عن الضحاك أيضا عنه وقرئ شاذا بتشديد الياء وخطأه الفراء .

التالي السابق


الخدمات العلمية