التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 530 ] ( 90 ) سورة لا أقسم بهذا البلد

وقال مجاهد: بهذا البلد مكة ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم. ووالد آدم وما ولد . لبدا كثيرا. و النجدين : الخير والشر. مسغبة : مجاعة متربة : الساقط في التراب. يقال: فلا اقتحم العقبة فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة


هي مكية، قيل: لا أقسم به إذا لم تكن فيه بعد خروجك، حكاه مكي ، وقيل: ( لا ) زائدة أي: أقسم به وأنت به يا محمد.

( وقال مجاهد : بهذا البلد مكة ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم )، أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بإسنادهما إليه.

وقال ابن عباس : أحل له يوم دخلها القتل والاستحياء. قال ابن زيد : لم يكن يومئذ بها حلا غيره لم يحل القتل فيها ولا استحلال حرمه.

وقال الواسطي: المراد المدينة، حكاه في "الشفا" والأول أصح لأن السورة مكية.

[ ص: 531 ] ( ص ) ( ووالد : آدم. وما ولد ) أخرجه الطبري عن مجاهد أيضا، قيل: وما ولد من الصالحين وقيل: إبراهيم وذريته المسلمين.

( ص ) وعن ابن عباس : الوالد الذي يولد له، وصوبه الطبري وما ولد الكافر.

( ص ) ( لبدا : كثيرا ) أخرجه الطبري عن مجاهد أيضا بعضه على بعض وهو من التلبد، وقرئ بتشديد الباء وتخفيفها.

( ص ) ( و النجدين : الخير والشر ) أخرجه الطبري عن ابن مسعود وقيل: هما الثديان.

( ص ) ( مسغبة : مجاعة ) وقيل: هما لغة: الطريق المرتفع، قلت: وقرأ الحسن: ذا مسغبة.

( ص ) ( متربة : الساقط في التراب ) أي: لصق به من الفقر فليس له مأوى غيره، وقال بعض أهل الطريق أنه من التربة، وهي شدة الحال.

( ص ) ( فلا اقتحم العقبة : فلم يقتحم العقبة في الدنيا، ثم فسر العقبة فقال: وما أدراك ) إلى آخره قلت: وهو أدنى الأعمال الصالحة ; لما فيها من المشقة، ومجاهدة النفس والشيطان.

[ ص: 532 ] والاقتحام: الرمي، وقيل: هي عقبة الدار، وقيل: بين الجنة والنار نزلت في الحارث بن عمر بن نوفل بن عبد مناف كما قاله مقاتل ، وقال ابن عباس في "تفسيره" هو النضر بن الحارث بن كلدة، وقال الزجاج : في رجل كان شديدا جدا، وكان يبسط له الأدم العكاظي فيقوم عليه فلا يجر من تحت رجليه إلا قطعا من شدته، وكان يقال له: كلدة، وكان لا يؤمن بالبعث، ولا يقدر عليه أحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية