التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4660 [ ص: 539 ] 2 - باب: قوله: وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3]

4944 - حدثنا عمر، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا. قال: فأيكم يحفظ؟ وأشاروا إلى علقمة. قال: كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشى [ الليل: 1]. قال علقمة: ( والذكر والأنثى ) [ الليل: 3]. قال: أشهد أني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3] والله لا أتابعهم. [ انظر:3287 - فتح: 8 \ 707]


ثم ساقه أيضا وزاد أن أصحاب عبد الله قدموا على أبي الدرداء فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله ؟ قالوا: كلنا. قال: فأيكم يحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة . فذكره وهؤلاء يريدوني أن أقرأ وما خلق الذكر والأنثى [ الليل: 3] والله لا أتابعهم.

قلت: وهي قراءة علي وابن عباس أيضا.

( والذكر ) بالخفض قال المازري: يجب أن تعتقد في هذا وما في معناه النسخ، ولعله وقع من بعضهم قبل أن يبلغ مصحف عثمان المجمع عليه المحذوف منه كل منسوخ، فأما بعد ظهوره فلا مخالف.

قلت: ويؤيده أن ذلك لم يذكره ابن أبي داود في "المصاحف" ولا ابن أشته، ولعله لم يبلغ أبا الدرداء فغيره، وقد خالفه الجماعة.

[ ص: 540 ] وقوله: ( أيكم أحفظ؟ ) فأشاروا إلى علقمة . وهو أجل أصحابه، وأحفظهم على الأكثر، وكان من أصحابه أيضا الأسود وعبيدة والحارث وأبو ميسرة وشريح أدركوا الجاهلية، وأسلم بعضهم في حياته - عليه السلام -، ولم يروه، وصحبوا عليا أيضا، نعم صحبتهم لعبد الله أكثر، وقالت عائشة: أجل أصحابه الأسود بن يزيد وقيل: أبو ميسرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية