التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4665 [ ص: 545 ] 7 - [ باب قوله]: وكذب بالحسنى [ الليل: 9]

4948 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي - رضي الله عنه -قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة فنكس، فجعل ينكت بمخصرته ثم قال: " ما منكم من أحد وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة". قال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل، على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة. قال: " أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء". ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآية [ الليل: 5 - 6]. [ انظر:1362 - مسلم:2647 - فتح: 8 \ 709].


ثم ساقه من حديث جرير عن منصور ، عن سعد بن عبيدة، وهذا ساقه في الجنائز. والمخصرة بكسر الميم سلفت هناك، قال أبو عبيد : هي ما اختصره الإنسان بيده من عصا وعكازة وغيرهما قال القتبي: الخصر إمساك القضيب باليد، وكانت الملوك تتخصر بقضبان تشير بها، وتصل بها كلامها، قال الشاعر:


إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر



وقوله: ( "ما من نفس منفوسة" ) أي: مولودة، يقال: نفست المرأة بالفتح والكسر.

[ ص: 546 ] وفيه: شهود الشارع الجنائز، وتعليم العلم عند ذلك، وثبوت القدر، وأن أعمال ( الأعمال ) كتبت وفرغ منها، وأن تذكيره - عليه السلام - كان في أمر الآخرة.

وقوله: ( وجعل ينكت بمخصرته ) أي: ينكت الأرض فيؤثر فيها بالمخصرة. وقال الداودي : معنى ينكت يلقي رأسه في الأرض ويتابع ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية