التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4667 [ ص: 550 ] 2 - باب: قوله: ما ودعك ربك وما قلى [ الضحى: 3]

تقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى واحد، ما تركك ربك.

وقال ابن عباس: ما تركك وما أبغضك.

4951 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر غندر، حدثنا شعبة، عن الأسود بن قيس، قال: سمعت جندبا البجلي، قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأك. فنزلت ما ودعك ربك وما قلى . [ انظر:1124 - مسلم:1797 - فتح: 8 \ 711]


ثم ساقه أيضا قالت امرأة: يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأ عنك. فنزلت ما ودعك ربك وما قلى . وهذا الحديث سلف في الصلاة في باب ترك القيام للمريض، وفي لفظ: أبطأ جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال المشركون: قد ودع محمد، وروي من حديث خولة خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن سبب نزولها موت جرو تحت السرير، وجاء: "أما علمت أنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة". وقد سلف من طريق الحاكم من حديث زيد بن أرقم أن قائل ذلك امرأة أبي لهب.

[ ص: 551 ] وعند مقاتل : لما أبطأ الوحي قال المسلمون: يا رسول الله مكث عليك الوحي، فقال: "كيف ينزل علي وأنتم لا تنقون براجمكم ولا تقلمون أظفاركم".

واختلف في المدة التي احتبس لها جبريل، فذكر ابن جريج أنها كانت اثني عشر يوما، وقال ابن عباس : خمسة عشر يوما، وفي رواية: كانت خمسة وعشرين يوما. وقال مقاتل : أربعين يوما. ويقال: ثلاثة أيام.

وفي "تفسير ابن عباس ": لما أبطأ الوحي قال كعب بن الأشرف: قد أطفأ الله نور محمد، ولم يتم نوره، وانقطع الوحي عنه. فقال أهل مكة: صدق، فنزل جبريل بعد أربعين يوما فقال: "ما أبطأك علي يا جبريل؟ فقال: كيف ننزل عليكم وأنتم لا تغسلون براجمكم ولا تستاكون ولا تستنجون بالماء".

وفي "تفسير عبد بن حميد " عن علي بن عبد الله بن عباس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أريت ما هو مفتوح على أمتي من بعدي كفرا كفرا، فسرني، فنزلت الضحى إلى قوله: فترضى ".

[ ص: 552 ] وقوله: ما ودعك يقرأ بالتشديد والتخفيف بمعنى، خالف فيه أبو عبيدة فقال: التشديد من التوديع، والتخفيف ودع يدع أي: سكن، والأول عليه جماعة القراء، والثاني قراءة ابن أبي عبلة ، وهو شاذ.

وقوله: ( لم أره قربك ) قال ابن التين: هو بكسر الراء، يقال: قربه يقربه إذا كان متعديا، مثل: لا تقربوا الصلاة [ النساء: 43] وأما قرب من الشيء يقرب فهو لازم.

التالي السابق


الخدمات العلمية