التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 553 ] ( 94 ) سورة ألم نشرح

وقال مجاهد: وزرك في الجاهلية. أنقض : أثقل. مع العسر يسرا قال ابن عيينة: أي مع ذلك العسر يسرا آخر، كقوله: هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ، ولن يغلب عسر يسرين. وقال مجاهد: فانصب في حاجتك إلى ربك. ويذكر عن ابن عباس: ألم نشرح : شرح الله صدره للإسلام.


هي مكية.

( ص ) ( وقال مجاهد : وزرك أي: في الجاهلية ) أخرجه ابن جرير عن محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم ، ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح قال: وفي قراءة عبد الله فيما ذكر ( وحللنا عنك وقرك ).

( ص ) ( أنقض : أثقل ) أخرجه ابن جرير عن قتادة قيل: أثقله حتى جعله نقضا والنقض البعير الذي أتعبه السفر والعمل فنقض لحمه، يقال: جنبك نقض وانتقض ظهرك حتى تسمع نقيضه أي: صوته وهذا مثل.

( ص ) ( مع العسر يسرا قال ابن عيينة : أي مع ذلك العسر يسرا، أو كقوله هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ، ولن يغلب عسر يسرين ) هو في تفسير سفيان كذلك.

[ ص: 554 ] قال القاضي أبو الوليد: هذا يعني أن اليسرين عنده الظفر بالمراد والأجر، فالعسر لا يغلب هذين اليسرين، لأنه لا بد أن يحصل للمؤمن أحدهما وهذا عندي وجه ظاهر، وقيل: لما عرف العسر اقتضى استغراق الجنس، فكان الأول هو الثاني، ولما كان اليسر منكرا كان الأول منه غير الثاني.

وقد روي مرفوعا "لن يغلب عسر يسرين" والمعنى على هذا كله أن مع العسر يسرين، وقد روي في "الموطأ": أن عمر كتب إلى أبي عبيدة : أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل يسوؤه فيجعل الله بعده فرجا، ولن يغلب عسر يسرين.

( ص ) ( وقال مجاهد : فانصب في حاجتك إلى ربك ) أخرجه ابن جرير عن محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح ، عنه بلفظ: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك إلى ربك.

وقال ابن عباس : فانصب يقول: في الدعاء، وفي رواية: إذا فرغت مما فرض الله عليك من الصلاة فاسأل الله وارغب إليه وانصب له.

وقال الضحاك : يقول: إذا فرغت من المكتوبة قبل أن تسلم فانصب، وقال قتادة : أمره إذا فرغ من صلاته أن يبالغ في دعائه، وقال الحسن: إذا فرغت من جهاد عدوك اجتهد في الدعاء.

وقال زيد بن أسلم : إذا فرغت من جهاد العرب وانقطع جهادهم [ ص: 555 ] فانصب لعبادة الله وارغب إليه، وقال مجاهد -في رواية منصور -: إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب قال: فصله وفي رواية فصل وعند عبد: فاسأل.

( ص ) ( ويذكر عن ابن عباس : ألم نشرح : شرح الله صدره للإسلام هذا رواه جويبر عن الضحاك عنه ألم نشرح لك صدرك يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ألم نرحب صدرك للإسلام فنوسعه يا محمد فلما شرح صدره له أتاه جبريل فقال: يا محمد قلبك راع يسع ما وضع فيه، وعيناك بصيرتان وأذناك سميعتان، ولسانك صادق، وخلقك مستقيم، وأنت محمد بن عبد الله أنت الحاشر المقفى وأنت قثم، قال رسول الله، "وما قثم؟ " قال: الجامع. وقال الحسن: ملأناه حكما وعلما، وقال مقاتل : وسعناه بعد ضيقه، وقال الجوزي: هو استفهام على طريق التقرير يدل عليه أنه عطف عليه بالماضي وهو قوله: ووضعنا أي: ألم نفتح قلبك بالإيمان والنبوة، وصرح به الزجاج فقال: ألم نشرح : شرحناه.

التالي السابق


الخدمات العلمية