التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4669 [ ص: 556 ] ( 95 ) سورة والتين

وقال مجاهد: هو التين والزيتون الذي يأكل الناس. يقال: فما يكذبك : فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم، كأنه قال: ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب

1 - باب:

4952 - حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شعبة قال: أخبرني عدي، قال: سمعت البراء - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون. تقويم [ التين: 4] الخلق. [ انظر: 767 - مسلم: 464 - فتح: 8 \ 713]


هي مكية وبه جزم الثعلبي ، وادعى أبو العباس نفي الخلاف فيه، وقال قتادة : مدنية حكاه ابن النقيب، وقاله ابن عيينة أيضا في "تفسيره".

( ص ) ( وقال مجاهد : هو التين والزيتون الذي يأكل الناس ) أخرجه عبد بن حميد عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه، قال: التين والزيتون: الفاكهة الذي يأكل الناس. وفي رواية خصيف عنه: التين: هذا التين، والزيتون: هذا الزيتون، وفي رواية سفيان عن عبد الله مثله.

وفيه قول ثان: أن الأول الجبل الذي عليه دمشق، والثاني الجبل الذي عليه بيت المقدس قاله قتادة ، وثالث -وهو قول أبي عبد الله [ ص: 557 ] الفارسي -: التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس، ورابع: وهو قول محمد بن كعب : التين مسجد أصحاب الخيف، والزيتون مسجد إيلياء -أي: وهو مسجد بيت المقدس- وخامس: هما مسجدان بالشام قاله الضحاك .

وفي "تفسير ابن عباس " عن معاذ بن جبل قول سادس: التين مسجد اصطخر الذي كان لسليمان، والزيتون مسجد بيت المقدس، وروي عن جرير عن ابن عباس : مسجد نوح الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس -وهو سابع- قال: ويقال: والتين والزيتون وطور سينين ثلاث مساجد بالشام، وقيل: التين جبال ما بين طهران إلى همدان، والزيتون جبال الشام، وقيل: هما طور سينا وطور زيتا بالسريانية ينبتان التين والزيتون.

( ص ) ( تقويم : خلق ) أي: أحسن صورة وأعدل قامة، وذلك أن خلق كل شيء منكبا على وجهه إلا الإنسان وقال أبو بكر بن طاهر: مزينا بالعقل مؤدبا بالأمر، مهذبا بالتمييز، مديد القامة يتناول مأكوله بيده.

( ص ) ( فما يكذبك فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم، كأنه قال: ومن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب ) كأنه جعل ( ما ) لمن يعقل، وهذا بعيد، وقال منصور : قلت لمجاهد : فما يكذبك أيها [ ص: 558 ] الشاك بعدما تبين من قدرة الله بالثواب والحساب من قولهم: كما تدين تدان.

ثم ذكر حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في سفر فقرأ في العشاء بالتين والزيتون. وهذا الحديث سلف في الصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية