التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4671 4954 - قال محمد بن شهاب: فأخبرني أبو سلمة، أن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي، قال في حديثه: " بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، ففرقت منه، فرجعت فقلت: زملوني زملوني". فدثروه فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر . [ المدثر: 1 - 5] قال أبو سلمة: وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون. قال: ثم تتابع الوحي. [ انظر:4 - مسلم:161 - فتح: 8 \ 715]


[ ص: 561 ] هي مكية.

وقال لنا قتيبة : ثنا حماد، عن يحيى بن عتيق، عن الحسن قال: اكتب في المصحف في أول الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم [ الفاتحة: 1]، واجعل بين السورتين خطا.

هذا قد أسلفنا أن البخاري يأخذ هذا غالبا في شيخه مذاكرة، وهذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذ كما نبه عليه السهيلي، ويريد بالأول قبل أم الكتاب، وقال الداودي : إن أراد خطا موضع باسم الله فحسن، وإن أراد خطا وحده فلم يكن الأمر على ذلك.

قال ابن الزبير : قلت لعثمان : لم لم يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم بين الأنفال وبراءة؟ فقال: مات رسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يثبته فأشكل علينا أن يكون منها، ولم يكتبوا شيئا إلا ما حفظوه عن الرسول، وكانوا إنما يعرفون آخر السورة وأول الأخرى إذا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البسملة، وهي على هذا من القرآن إذ لا يكتب في المصحف ما ليس بقرآن.

قال السهيلي: ولا يلزم أنها آية من كل سورة ولا من الفاتحة، بل نقول: إنها آية من كتاب الله مقترنة مع السورة، وهو قول أبي حنيفة وداود، ثم ادعى أنه بين القوة لمن أنصف، ولا يسلم له ذلك، بل من تأمل الأدلة ظهر له أنها آية من الفاتحة، ومن كل سورة، وقد سلفت الإشارة إلى بعض ذلك، وأبعد ابن القصار حيث استدل على [ ص: 562 ] أنها ليس بقرآن من أوائل السور من قوله: اقرأ باسم ربك ولم يذكرها.

فائدة:

الباء في باسم ربك زائدة كما قاله أبو عبيدة . الذي خلق ; لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم، والإنسان هنا آدم وذريته ; لشرفه ; ولأن التنزيل إليه.

( ص ) ( وقال مجاهد : ناديه : عشيرته ) أخرجه ابن جرير عن الحارث حدثني الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه، وقيل: أهل مجلسه وقيل: حيه، قال ابن عباس : وكان - عليه السلام - يمر به أبو جهل يتوعد فأغلظ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهره فقال: يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما وإني لأكثر هذا الوادي ناديا، فأنزل الله تعالى: فليدع ناديه سندع الزبانية قال: "فلو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته".

وفي حديث أبي هريرة قال أبو جهل: لئن مررت بمحمد يصلي لأطأن برقبته، فلما رآه يصلي أراد أن يفعل ذلك قال: فما فجئ أصحابه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بثوبه، فقيل له، فقال: إن [ ص: 563 ] بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة، فقال - عليه السلام -: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا" الحديث، قال ابن أبي عروبة: قد فعل لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا فلم تختطفه الملائكة، وذلك والله أعلم ; لأن فاعله لم يتعاطاه وأبو جهل تعاطى، وأيضا من فعل به من خنق وشبهه لم يكن نهيا عن العبادة فتضاعف جرم أبي جهل ; لأنه كان يفعل ذلك في العبادة وهدد فهدد.

( ص ) ( الزبانية : الملائكة ) قلت: وقيل الشرط وهو مشتق من زبنه أي دفعه، كأنهم يدفعون الكفار إلى النار، واختلف في واحد الزبانية فقيل: زبينة وهو كل متمرد من إنس وجان، وقيل: زابن، وقيل: زباني، وقال الكسائي : زبني.

( ص ) ( وقال معمر : الرجعى : المرجع ) أخرجه عبد الرزاق عنه.

( ص ) ( لنسفعا قال: لنأخذن و لنسفعا بالنون وهي الخفيفة، سفعت بيده أخذت ): بمقدم رأسه فلنذلنه، وقيل: لنسودن وجهه، واكتفى بذكر الناصية عنه إذ هي في مقدمه، وقيل: لنأخذن بها إلى النار كما قال: فيؤخذ بالنواصي والأقدام .

وقال مقاتل : دخل - عليه السلام - الكعبة فوجد أبا جهل قد قلد هبل طوقا من ذهب وطيبه وهو يقول: يا هبل لكل شيء شكر، وعزتك لأشكرنك من قابل، وكان قد ولد له في ذلك العام ألف ناقة وكسب ألف مثقال، فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: والله لئن وجدتك هنا تعبد غير آلهتنا [ ص: 564 ] لأسفعنك على ناصيتك، يقول: لأجرنك على وجهك فنزلت: كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية .

ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرويا الصادقة ... الحديث بطوله وقد سلف أول الكتاب.

وقوله: قال محمد بن شهاب: فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر وهذا سلف من حديث يحيى بن بكير عن الليث ، عن عقيل به

التالي السابق


الخدمات العلمية