التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4759 5046 - حدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا همام ، عن قتادة قال : سئل أنس : كيف كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ . فقال : كانت مدا . ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم [الفاتحة : 1 ] يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم . [انظر : 5045 - فتح: 9 \ 91 ]


ذكر فيه حديث قتادة : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : كان يمد مدا .

وعنه سئل أنس : كيف كانت قراءته فقال : كانت مدا . ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم [الفاتحة : 1 ] يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم .

الشرح :

سبب فعل ذلك -والله أعلم - أمره تعالى له بالترتيل ، وأن يقرأه على مكث ، وأن لا يحرك به لسانه ليعجل به ، فامتثل أمر ربه ، فكان يقرؤه على مهل ; ليسن لأمته كيف يقرءون وكيف عليهم تدبر القرآن وفهمه . وروى أبو عبيد ، عن الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مالك ، عن أم سلمة أنها تصف قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة مفسرة حرفا حرفا ، وقالت أم سلمة أيضا : كان - عليه السلام - يقطع قراءته . وعن إبراهيم قال : قرأ

[ ص: 155 ] علقمة على عبد الله فكأنه عجل ، فقال عبد الله : فداك أبي وأمي ، رتل قرآنه ، تمم من القرآن ، وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن .

فصل :

مد الرحمن الرحيم ليس كمد غيرها " لأنه ليس في البسملة همز يوجب المد في حروف المد واللين .

قد أسلفنا اختلاف الناس في القراءة ، فالماهر يستطيع الإسراع والترتيل ، ومنهم من يرتل فإذا أسرع توقف ، ومنهم من يسرع فإذا رتل وقف ، ومنهم من يشتد عليه في الوجهين ، وكان من أهذ الناس محمد بن كعب ، وأبو عثمان النهدي ، وكان الإمام الشافعي يقرأ في كل يوم ختمة ، فإذا كان في رمضان زاد أخرى سوى ما يقرأ به في الصلاة . وذكر عن ابن القاسم أنه كان يختم في آخر عمره في رمضان مائتي ختمة إذا صلى المغرب صلى حتى يطلع الفجر ، ثم ينام حتى ترتفع الشمس ، ثم يصلي العصر ، ثم ينام حتى تغرب الشمس يرابط بالإسكندرية أربعة أشهر ، ويحج في ثلاثة أشهر ، ويجلس للناس خمسة أشهر ، وكان ابن وهب يرابط شهرين ، ويحج ثلاثة ، ويجلس للناس سبعة ، وكان عثمان يختم في ركعة ، ويقرأ في الثانية : قل أعوذ برب الناس يفعل ذلك في خلافته عند المقام وهو شيخ كبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية