التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
4761 [ ص: 157 ] 31 - باب: حسن الصوت بالقرآن

5048 - حدثنا محمد بن خلف أبو بكر ، حدثنا أبو يحيى الحماني ، حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : " يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود " . [مسلم : 793 (م ) - فتح: 9 \ 92 ]


ذكر فيه حديث أبي موسى رضي الله عنه ، أنه - عليه السلام -قال له : "يا أبا موسى ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود " .

قد أسلفت الكلام عليه في باب من لم يتغن بالقرآن ، وقد أسلفنا هناك أن المراد بآل داود نفسه ; لأنه لم يذكر أن أحدا من آل داود أعطي من حسن الصوت ما أعطي داود ، والآل عند العرب الشخص ، ونقل الخطابي عن أبي عبيدة فيمن أوصى لآل فلان أن يدخل معهم . واحتج بقوله تعالى : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر : 46 ] وهو أولهم دخولا ، وقول الشاعر :


ولا تبك ميتا بعد ميت أحبة . . . علي وعباس وآل أبي بكر



يريد : أبا بكر ، ويحتمل أن يريد أهله أيضا ، وآل الرجل أهله إذا كان من أوساط الناس ، وأما الرئيس فآله أشياعه وأتباعه ، وقيل : أهل بيته الأدنون ، وقال الأعمش : قلت لزيد بن أرقم : من آل محمد ؟ قال : آل علي ، وآل جعفر ، وآل عباس ، وآل عقيل .

وآله عند الشافعي من حرمت عليه الصدقة : بنو هاشم وبنو المطلب ، وقال ابن عون : كان الحسن إذا صلى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : اللهم اجعل صلواتك على آل أحمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد

[ ص: 158 ] مجيد . يريد بآل أحمد نفسه ; لأن أمر الله بالصلاة إنما يتوجه إليه بقوله : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه الآية [الأحزاب : 56 ] ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : وإذ أنجيناكم من آل فرعون [البقرة : 49 ] قال : هم أهل دينه ، ولا يجوز ذلك في الرئيس الذي الباقون له تبع ، وكذلك آل محمد إنما هم أمته وأهل دينه . قال : فإذا جاوزت هذا فآل الرجل أهل بيته خاصة ، قال : وقوله هذا خطأ عند الفقهاء ، ولم يقل به أحد منهم .

فائدة :

هذا الحديث رواه عن محمد بن خلف أبي بكر ، ثنا [أبو ] يحيى الحماني ، ثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه ، وبريد بالباء الموحدة ، وأبو يحيى هو عبد الحميد بن عبد الرحمن ، ولقب عبد الرحمن بشمين الحماني مولاهم الكوفي ، وحمان من تميم وهو والد يحيى الحماني وأصله خوارزمي ، مات عبد الحميد سنة اثنتين ومائتين ، وشيخ البخاري بغدادي مقرئ يعرف بالحدادي ، وقيل : بالحداد ، مات في ربيع الأول سنة إحدى وستين ومائتين . قاله ابن عساكر ، وقيل : سنة ست وثلاثين في شعبان انفرد بهما البخاري -أعني : شيخه والحماني - وليس له في كتابه سوى هذا الحديث الواحد كما نبه عليه ابن طاهر .

التالي السابق


الخدمات العلمية